عاجل.. أزمة خطيرة تلوح في الأفق لتل أبيب.. إطلاق النار على الدبلوماسيين يضع الاحتلال في موقف حرج

شهد مخيم جنين للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، حادثة خطيرة كادت أن تتسبب بكارثة دبلوماسية كبرى لإسرائيل، بعدما أطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه وفد دبلوماسي دولي يضم 25 سفيرًا ودبلوماسيًا كانوا في زيارة ميدانية إلى المخيم، دون أن تسجل أي إصابات بشرية.وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فإن الوفد الذي نظم زيارته مكتب وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية، ضم ممثلين عن 31 دولة من بينها إيطاليا وكندا ومصر والأردن وبريطانيا، وكان هدف الزيارة هو الاطلاع ميدانيًا على الأوضاع الإنسانية والدمار الذي خلفته العمليات العسكرية الإسرائيلية في جنين ومحيطها.
كواليس إطلاق النار على الوفد الدبلوماسي
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن جنود جيش الاحتلال أطلقوا ما لا يقل عن 10 رصاصات في الهواء قبل أن يوجهوا نداءً أو تحذيرًا لأعضاء الوفد الدبلوماسي. ووفقًا لمصادر مطلعة على القضية، لم تُشكل مجموعة الدبلوماسيين أي تهديد ولم تثر أي شبهات.ولفتت المصادر، إلى أن إطلاق النار جاء دون إصدار تحذير مسبق أو توجيه نداء للوفد الدبلوماسي، وهو ما يشير إلى أن الإجراء العسكري لم يتبع التسلسل المعتاد الذي يتضمن عادةً تحذيرًا لفظيًا قبل استخدام القوة.وأضافت المصادر، أن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة كانت على علم مسبق بوصول الوفد الدبلوماسي، لكن لأسباب لا تزال قيد التحقيق، تم إطلاق النار في الهواء.
أكاذيب إسرائيلية
ونوهت صحيفة “هآرتس”، بأن الحادث قد يكون له تداعيات دبلوماسية كارثية ويؤثر بالسلب على صورة إسرائيل الدولية المتضررة بالفعل، وفي بيان أولي صادر عن جيش الاحتلال.وأشار جيش الاحتلال، إلى أن الوفد الدبلوماسي تجاوز المسار الذي تم تنسيقه مسبقًا مع الجيش، ودخل منطقة يُمنع التواجد فيها بسبب كونها ساحة عمليات قتالية نشطة، حسب وصف البيان. وأضاف جيش الاحتلال، أنه تم تنفيذ ما وصفه بـ”إطلاق نار تحذيري” بهدف إبعاد أعضاء الوفد، معربًا في الوقت نفسه عن أسفه لما أسماه بـ”الانزعاج غير المقصود” الذي نتج عن الحادث.ونوه بأن قائد فرقة الضفة الغربية، العميد يكي دولف، أمر بفتح تحقيق فوري في الواقعة، وأشار إلى أن نتائج التحقيق سيتم عرضها لاحقًا على أعضاء الوفد الدبلوماسي.
في المقابل، جاءت روايات شهود العيان والدبلوماسيين المشاركين في الزيارة مخالفة تمامًا للبيان الإسرائيلي. وأفاد أحد الدبلوماسيين بأن المجموعة كانت تتألف من نحو 30 شخصًا، بينهم ممثلون عن السلطة الفلسطينية وصحفيون محليون، وتم إعلامهم مسبقًا بأن جميع الترتيبات قد تم تنسيقها مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.وأشار الدبلوماسي إلى أن الوفد زار نقطتين، كانت الثانية منهما بالقرب من بوابة حديدية خارج حدود المخيم، مضيفًا: “بقينا هناك بين عشر إلى خمس عشرة دقيقة، وعندما بدأنا بالتفرق وركب نصفنا السيارات، بدأت طلقات الرصاص الأولى”.وأكد أنه لم يدخل أي شخص من أعضاء الوفد إلى داخل المخيم، كما لم يقترب أي جندي إسرائيلي من المجموعة، بل لم يُشاهد أي جنود في المنطقة، قائلًا: “الرصاص أُطلق من العدم، ولم نرَ من أين جاء”.
تداعيات دبلوماسية كبرى
وأكدت صحيفة “هآرتس”، أنه في أعقاب الحادثة، أعلنت كل من فرنسا وإيطاليا عن استدعاء السفير الإسرائيلي في كل من باريس وروما لتقديم توضيحات فورية بشأن الواقعة.كما طالبت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، بفتح تحقيق عاجل وشامل في الحادث، ومحاسبة المسؤولين عنه.وخلال مؤتمر صحفي عقدته في بروكسل، قالت كالاس إن “أي تهديد لحياة الدبلوماسيين هو أمر غير مقبول بالمطلق”، مذكّرة بأن إسرائيل موقعة على اتفاقية فيينا التي تُلزم الدول بحماية سلامة وأمن جميع البعثات الدبلوماسية والموفدين الأجانب.وأعربت عدد من الدول الأوروبية الأخرى عن غضبها الشديد مما جرى، حيث قال وزير الخارجية البرتغالي باولو رانغيل إنه سيتخذ خطوات دبلوماسية في هذا الشأن، بينما وصفت وزيرة الخارجية النمساوية بياته ماينل-رايسينجر ما جرى بأنه “أمر لا يجب أن يحدث إطلاقًا”، مشددة على ضرورة فتح تحقيق شامل.كما انضمت كل من فنلندا وهولندا وإيرلندا إلى قائمة الدول المنددة بالحادثة، مؤكدين في بيانات منفصلة أن ما جرى هو حادث “غير مقبول بالمطلق”، وأن على السلطات الإسرائيلية تقديم تفسير واضح وتحمل المسؤولية الكاملة.وأشارت الصحيفة إلى أن مثل هذه الواقعة من شأنها زيادة الأزمة الدبلوماسية بين إسرائيل وأوروبا وجيرانها العرب.وتابعت أن هذه الواقعة تأتي في وقت يتواصل فيه التوتر الشديد في جنين ومخيمها، حيث نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة من العمليات العسكرية التي خلفت دمارًا واسعًا ونزوحًا جماعيًا للسكان، فيما وصفت تقارير إعلامية المخيم بأنه تحول إلى “مدينة أشباح” بعد أن فرّ غالبية سكانه.وأضافت أنه في ظل هذه التطورات، تُعد هذه الحادثة اختبارًا حقيقيًا لمدى التزام إسرائيل بالقانون الدولي، لا سيما في ما يتعلق بحماية الوفود الدبلوماسية خلال زياراتهم الرسمية، وتفتح الباب أمام مواجهة دبلوماسية محتدمة قد تتوسع خلال الأيام المقبلة.بينما أكدت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن قيادة المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلنت إجراء تحقيق شامل في حادثة إطلاق النار التي وقعت في وقت سابق، عندما أطلق جنود إسرائيليون النار في الهواء خلال زيارة وفد دبلوماسي يضم حوالي 30 دبلوماسيًا رفيعي المستوى من بعثات أجنبية وعربية عاملة في إسرائيل والأراضي الفلسطينية، إلى مخيم اللاجئين في مدينة جنين شمال الضفة الغربية.ترأست إسبانيا هذا الوفد الذي نُظم بمبادرة منها، وشمل دبلوماسيين من عدة دول أجنبية ومصر والأردن بهدف الاطلاع على الأوضاع الإنسانية والميدانية في مخيم اللاجئين جنين. وأفاد مصدر عسكري إسرائيلي بأن الوفد لم يكن برفقة أي ممثل عن قسم العلاقات الخارجية في جيش الاحتلال الإسرائيلي ولا من وحدة المتحدث باسم الجيش، رغم أن مسارًا محددًا وُصف بـ”الآمن” قد تم الاتفاق عليه مسبقًا من أجل تفادي الاحتكاك بين الزوار والقوات العسكرية المنتشرة في المنطقة.وزعمت مصادر في الجيش أن منظمي الزيارة خالفوا التفاهمات، وربما فعلوا ذلك عن عمد، عبر الاقتراب من منطقة كان يعمل فيها الجنود داخل مخيم اللاجئين.بحسب ما ورد في التصريحات العسكرية، فأطلق الجنود النار في الهواء بهدف إبعاد الوفد عن المنطقة، دون أن يدركوا في تلك اللحظة حجم الحساسية الدبلوماسية التي تكتنف الواقعة. وحضر إلى المكان عدد من كبار ضباط الجيش، بمن فيهم قائد المنطقة، اللواء يكي دُولف، في محاولة لاحتواء الموقف وتهدئة الأجواء، كما تم الشروع فورًا في التحقيق في ملابسات الحادثة، ولم تسفر الواقعة عن إصابات أو أضرار مادية.وقد أثارت الحادثة ردود فعل دبلوماسية غاضبة من عدة دول أوروبية، حيث استدعت كل من فرنسا وإيطاليا السفير الإسرائيلي لديهما لتقديم توضيحات رسمية حول ما جرى.