“زيارة إلى أرض شهداء الأقباط”.. البابا تواضروس: يسجل حدثًا هز العالم بأسره (حصري)

“زيارة إلى أرض شهداء الأقباط”.. البابا تواضروس: يسجل حدثًا هز العالم بأسره (حصري)

صدر حديثًا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كتابا يوثق واقعة استشهاد 21 مواطن مصري، في ليبيا علي يد التنظيم الإرهابي “داعش”، عام 2015.
حمل الكتاب عنوان “رحلة إلى أرض شهداء الأقباط”.. 21 شهيدا في ليبيا – رؤية غربية لحدث تاريخي مجيد في مسيرة الإيمان والوطن.
الكتاب من تأليف مارتن موزباخ، ترجمة وتحقيق، الكاتب الباحث، دكتور ماجد عزت، وتقديم البابا تواضروس الثاني -بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. والأنبا دميان، أسقف شمال ألمانيا.

“رحلة إلى أرض شهداء الأقباط”

وفي تقديمه للكتاب، يذهب البابا تواضروس الثاني، إلي أن “هذا الكتاب يوثق حدثًا اهتزت له دول وشعوب وأَفْرَادُ عندما وقع في فبراير 2015،  لشباب مصريين أقباط علي أراضي دولة ليبيا المجاورة لمصر. حيث تم قتلهم بصورة وحشية علي أيدي جماعات إرهابية، وتم تصوير الحدث بالصوت والصورة ”الفيديو” وبإخراج متقن بهدف زعزعة الاستقرار في مصر، وضرب الوحدة الوطنية، وتخويف المسيحيين. ويضيف في مقدمته لكتاب “رحلة إلى أرض شهداء الأقباط”: “لقد كانوا شبابًا حافظًا لإيمانهم رغم ظروف الغربة وبساطة حياتهم وضعف امكانياتهم، وقدموا مثالا قويًا عن أَصالَةُ وقوة وعظمة إيمانهم في شخص ربنا يسوع المسيح، وأعادوا صورة الشهداء وأيضًا الْاِسْتِشْهَاد كما كانت في قرون المسيحية الأولي. فهنيئا لهم.ويقول نيافة الأنبا دميان، أسقف شمال ألمانيا وتوابعها ورئيس دير السيدة العذراء مريم والقديس موريس بهوكستر بألمانيا، في مقدمته للكتاب: “إن استشهاد العشرين قبطيًا من منطقة العور التابعة لمطرانية سمالوط، ومعهم الأفريقي مثيو في ليبيا، هو حدث تاريخي متميز للغاية. ولقد ترك أثرًا متزايدًا في العالم أجمع، تمامًا كالقلب المهدد بالسكون والموت، الذي لا يمكن أن يستعيد حيويته ونشاطه إلا بصدمة كهربائية قوية جدًا. وهكذا، أيقظ هذا الاستشهاد حالة الفتور والتكاسل في المسيحية عالميًا، وأعاد الصحوة والنشاط والقوة والحياة في المسيح من جديد.إنني أفتخر بانتمائي لهؤلاء الشرفاء، الذين لم يوافقوا لحظة واحدة، ولا حتى طرفة عين، على إنكار إيمانهم المسيحي. وأراهم مثالًا أعلى، فيهم بركة وقوة وشجاعة، وأؤمن بشفاعتهم ودالتهم عند الرب يسوع. فهنيئًا لمصر بهم، وهنيئًا لهم بالفردوس. 
أما مترجم الكتاب، د. ماجد عزت فيشير إلي: يُعد كتاب “رحلة إلي أرض الشهداء الأقباط”، وثيقة فريدة من نوعها، تجمع بين الدراسة التاريخية الدقيقة والرؤية الغربية التحليلية، لتوثيق واحد من أبرز أحداث الشهادة في العصر الحديث، حيث امتزج الدم القبطي الطاهر بحب المسيح والوطن، في مشهدٍ صنعه الإيمان وخلّدته الأمانة حتى الموت.”رحلة إلى أرض شهداء الأقباط” لا يسرد الأحداث فحسب، بل يقدم قراءة روحية وتاريخية معمّقة، تُبرز كيف نظر الغرب إلى هذا الحدث، وكيف أصبحت دماء الشهداء رسالة عابرة للثقافات والحدود، شاهدة على ثبات الإيمان في وجه العنف والكراهية.ولا تعود أهمية هذا الكتاب إلى ندرة الكتابة في حقل شهداء الأقباط وتاريخهم فحسب، بل إلى ما يتطلبه هذا المجال من تكوينٍ خاص للباحث الذي يخوض فيه. إذ ينبغي له أن يكون واسع المعرفة بتطور المجتمع المصري والشرق الأوسط، وعلى درايةٍ بتاريخه وثقافته وعاداته وتقاليده وقوانينه. كما يتطلب إلمامًا عميقًا بتطور الإقليم الذي وقعت فيه حادثة ذبح الشهداء (ليبيا)، إلى جانب فهمٍ جيد لتطوره الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. كذلك، لابد أن يمتلك الباحث رؤيةً واسعة تتيح له استيعاب ما جرى في أقاليم أخرى من أحداث، ليتمكن من تقديم تحليلٍ معمّق وتفسيرٍ دقيق لتاريخ الأقباط وشهدائهم.