السنغال: اجتماع وتواصل

ساعات قليلة فصلت بين لقاء وزيرى خارجية مصر والسنغال بالعاصمة البلجيكية بروكسل، على هامش مشاركتهما فى الاجتماع الوزارى الإفريقى الأوروبى، والاتصال التليفونى، الذى تلقاه الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس الأول الأربعاء، من الرئيس السنغالى باسيرو ديوماى فايى، وأكد خلاله الرئيسان حرصهما على تعزيز الزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية، خاصةً فى المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، بما يتفق مع العلاقات الوثيقة التى تربط البلدين والشعبين الشقيقين، ويعزز جهود التكامل القارى.أكد الرئيسان المصرى والسنغالى، أيضًا، حرصهما على التشاور وتنسيق المواقف فى مختلف الملفات التى تخص السلم والأمن بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، خاصة ما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، إلى جانب تعزيز الأمن والاستقرار بمنطقة الساحل الإفريقى. وإلى جانب مناقشة مستجدات الأوضاع فى دول الساحل والسودان، وتأكيد الرئيسين أهمية الحفاظ على وحدة واستقرار الدول الإفريقية وأمن شعوبها، استمع الرئيس السنغالى إلى رؤية الرئيس السيسى بشأن العدوان الإسرائيلى على غزة وتطورات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وجهود مصر لاستعادة الاستقرار بالمنطقة.تقدير مصر للعلاقات الأخوية الوثيقة، التى تربطها بجمهورية السنغال، أكده الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، خلال لقائه، فى بروكسل، ياسين فال، وزيرة التكامل الإفريقى والشئون الخارجية السنغالية، لافتًا إلى أهمية البناء على الزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية، لاستشراف آفاق جديدة للتعاون. كما شدد على الاهتمام الذى توليه مصر لتعزيز الشراكات بين القطاع الخاص فى البلدين، وقيام الشركات المصرية بتنفيذ مشروعات البنية التحتية، وإمكانية استفادة الدولة الشقيقة من الخبرة المصرية فى مجالات بناء المدن الجديدة، والتشييد، ومشروعات شبكات الرى واستصلاح الأراضى وغيرها من المجالات، و… و… وكالعادة، تبادل الوزيران الرؤى إزاء الأوضاع فى منطقة الساحل وغرب إفريقيا، وسبل تعزيز العمل الإفريقى المشترك والتكامل الإقليمى بين دول القارة لتحقيق المصالح المشتركة.بين مصر والسنغال، روابط تاريخية وثيقة وممتدة، والشهر الماضى، مرت ٦٥ سنة على تدشين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إذ كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية، وثانى دولة فى العالم، تعترف باستقلال الدولة الشقيقة، وربطت علاقة صداقة قوية بين الرئيس جمال عبدالناصر والشاعر الرئيس ليوبولد سينجور، أول رئيس للسنغال، بعد الاستقلال. و… و… وفى يناير الماضى، استضافت القاهرة جلسة مباحثات ثنائية مصرية سنغالية، بالتزامن مع الجولة الثالثة من المشاورات السياسية بين مصر ونيجيريا. وعلى هامش تلك الجلسة وهذه الجولة، اجتمع وزير خارجيتنا مع نظيريه السنغالى والنيجيرى، وناقشوا سبل تعزيز التعاون فى الأمن، والتنمية المستدامة، والتجارة، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف. ولدى استعراضه الجهود المصرية فى دعم التنمية والتعاون بين الدول الإفريقية الشقيقة، أكد وزير خارجيتنا أهمية تعزيز أواصر التعاون الثلاثى، وتنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، إضافة إلى تعزيز التكامل الاقتصادى بين دول القارة الإفريقية.الروابط التاريخية، الوثيقة والممتدة، توطدت منذ زيارة الرئيس السيسى للعاصمة السنغالية داكار، فى أبريل ٢٠١٩. وحين حلّ رئيس السنغال السابق ماكى سال ضيفًا على القاهرة، فى ٢٩ يناير ٢٠٢٢، أشاد بالدور المحورى الذى لعبته مصر فى الدفاع عن القضايا الإفريقية على الساحة الدولية، وبجهودها المتواصلة لتحقيق التنمية لكل شعوب القارة. كما أعرب عن تقدير بلاده للعلاقات التاريخية المتميزة مع مصر، وأشاد بنشاط الشركات المصرية فى السنغال، بقطاعات التشييد والبناء والسياحة والبنية الأساسية، معربًا عن تطلعه إلى زيادة أنشطة واستثمارات هذه الشركات، وتعظيم الدعم الفنى الذى تقدمه مصر لبلاده فى مجالات بناء القدرات، خاصةً فى ضوء الطفرة التنموية التى شهدتها الدولة المصرية… وتبقى الإشارة إلى أن داكار كانت أولى محطات سلسلة بعثات «مبادرة روابط الأعمال» بين مصر ودول وسط وغرب إفريقيا، التى تم إطلاقها، فى يونيو ٢٠٢١، لاستكشاف فرص التجارة والاستثمار فى القارة السمراء، وتعزيز التعاون بين مجتمع الأعمال المصرى ودوائر الأعمال الإفريقية.