منتدى أوراق | هويدا صالح: لا يمكن إدراك القصة القصيرة دون مراعاة سياقاتها الإنتاجية

منتدى أوراق | هويدا صالح: لا يمكن إدراك القصة القصيرة دون مراعاة سياقاتها الإنتاجية

عن تحوّلات السياق، وتحوّلات المفهوم، في القصة القصيرة، تحدثت الناقدة هويدا صالح، خلال أمسية جديدة من أمسيات منتدي “أوراق”، في رحاب مؤسسة الدستور الصحفية، والتي تعقد تحت عنوان “تحولات القصة القصيرة ومستقبلها”.

د. هويدا صالح: لا يمكن فهم القصة القصيرة دون ربطها بسياقات إنتاجها

وأشارت “صالح” إلي أنه لا يمكن فهم القصة القصيرة دون ربطها بسياقات إنتاجها، فالتحوّلات التي شهدتها الصحافة، ثم النشر الرقمي، ثم الوسائط التفاعلية، قد أثرت في بنيتها، بل وفي علاقتها بالقارئ:وتابعت أنه في زمن الصحافة الورقية، كانت القصة القصيرة مرتبطة بمساحة العمود اليومي أو الأسبوعي، وهذا ما أنتج شكلًا سرديًا مكثفًا وسهل التلقي؛ أما في زمن شبكات التواصل الاجتماعي، فقد ظهرت أنماط مثل “القصة الومضة”، أو “الحكاية المصوّرة”، أو “سرد التغريدة”، وكلها أجبرت القصة على التنازل عن بعض خصائصها التقليدية مقابل البقاء؛ بل ظهرت نصوص هجينة يصعب تصنيفها، تجمع بين القص والشعر، أو بين السرد والمشهد السينمائي، أو بين الحكاية والتحليل الذاتي.وأوضحت: هذا يعني أن القصة القصيرة لم تعد فقط تحوّلًا في الشكل، بل في المفهوم نفسه. لم تعد القصة ما يحدث على الورق فقط، بل ما يُبنى أيضًا في فضاء الوسيط، وما يتولّد بفعل التلقي.

تأثير الوسائط الرقمية والوسائط المتعددة في القصة القصيرة

وأضافت “صالح”: تدفع منصات التواصل الاجتماعي (مثل إكس وإنستجرام) نحو أشكال سردية فائقة القصر، وتعيد القصص التفاعلية والنصوص الفائقة، فمع تسارع الإيقاع الحياتي وتراجع الزمن المخصص للقراءة التقليدية، برزت أنماط جديدة من القصة القصيرة كـ”القصة الومضة” flash fiction و”القصة الميكرو” microfiction، التي تُبنى على المفارقة أو المفاجأة أو التلميح الوجودي. وقد ساهمت هذه الأنماط في تحديث بنية القصة وتوسيع جمهورها.كذلك أدت المنصات الرقمية إلى نشوء أشكال سردية جديدة: القصة المسموعة عبر البودكاست، القصة المصوّرة على إنستجرام، والقصص القصيرة التي تُروى عبر فيديوهات قصيرة. هذه الوسائط أفرزت تحوّلات جمالية تشمل التمثيل الصوتي، والصورة الرمزية، والإيقاع الزمني المتسارع، مع الحفاظ أحيانًا على عناصر الحكي التقليدي.