تنفيذاً للتعليمات الرئاسية.. إرسال شحنات الغاز الطبيعي لتلبية احتياجات صيف 2025.

كشف مصدر مسؤول بارز بوزارة البترول والثروة المعدنية، أن الوزارة أبرمت تعاقدات مع عدد من الشركات العالمية في دول شقيقة لاستيراد شحنات غاز طبيعي بنظام التعاقد طويل الأجل، بهدف تأمين احتياجات السوق المحلية ومحطات الكهرباء، ومنع تكرار أي انقطاعات في التيار الكهربائي، خاصة مع تزايد معدلات الطلب بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة.
رسالة طمأنة: كهرباء مستقرة ووقود مؤمن
وأوضح المصدر فى تصريحات لـ«الدستور»، أن تلك التعاقدات تمت بالتنسيق الكامل مع وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، لضمان الجاهزية التامة، حيث تم تحديد كميات الغاز والمازوت المطلوبة، وضمان انتظام تدفقها طوال فترة الذروة الصيفية. جاء ذلك في أعقاب الاجتماع الرئاسي الهام الذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم، مع الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، والذي خُصص لمتابعة جهود الدولة في توفير المواد البترولية، وموقف الاكتشافات البترولية والغازية، والتعاقدات الدولية، واستعدادات فصل الصيف. وأكد الرئيس خلال الاجتماع، على ضرورة التحرك المسبق لمواجهة التحديات الموسمية، وتشديد الإجراءات اللازمة لضمان استقرار الشبكة الكهربائية، وعدم تعرض المواطنين لأي انقطاعات في التيار، مع إعطاء أولوية قصوى لتغطية احتياجات قطاع الكهرباء من الغاز والمازوت في جميع المحافظات. واستعرض المهندس كريم بدوي خلال الاجتماع، نتائج الاستكشافات الجديدة من الزيت الخام والغاز الطبيعي، والتي تحققت خلال الفترة من يوليو 2024 وحتى مايو 2025، مشيرًا إلى استمرار أعمال المسح السيزمي والأنشطة الاستكشافية في عدة مناطق واعدة، إلى جانب الجهود المبذولة لتطوير الآبار المكتشفة وضمها إلى خريطة الإنتاج الفعلي في أقرب وقت. كما ناقش الاجتماع موقف مستحقات الشركات العالمية العاملة في مصر، حيث وجه الرئيس بتكثيف الجهود لسداد تلك المستحقات بشكل منتظم، لما لذلك من تأثير مباشر على استدامة الاستثمارات الأجنبية وزيادة إنتاج الغاز المحلي لتلبية احتياجات الكهرباء والمصانع وتقليل الفاتورة الاستيرادية. وشدد الرئيس السيسي على أهمية الإسراع في تقديم الحوافز للمستثمرين في قطاع الطاقة، وتذليل أي عقبات تواجههم، إلى جانب استمرار جهود الدولة في تعزيز الإنتاج المحلي من البترول والغاز، بما يلبّي متطلبات التنمية المتزايدة، ويعزز الأمن الطاقوي للدولة. وفي سياق موازٍ، تعقد الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، والهيئة العامة للبترول، والشركة القابضة لكهرباء مصر، اجتماعات دورية وموسعة لمراجعة خطة الإمداد بالوقود خلال فصل الصيف، وتحديد السيناريوهات المتوقعة للطلب المتزايد على الطاقة، ومتابعة المؤشرات التشغيلية اليومية، بهدف تأمين الوقود لمحطات الكهرباء. وتشمل تلك الاجتماعات مراجعة الديناميكية التشغيلية وخطط الطوارئ، وتقييم مستويات الأحمال القصوى، والاستفادة من تجارب العام الماضي، بهدف تحقيق أقصى كفاءة في توزيع الوقود وإنتاج الكهرباء خلال فترات الذروة. وأكد المصدر، أن قطاع البترول أنهى تجهيز البنية التحتية اللازمة لاستقبال شحنات الغاز المستورد، عبر ميناء العين السخنة، بما في ذلك تجهيز خطوط الأنابيب ومرافق إعادة التغييز وربطها بالشبكة القومية، مشيرًا إلى أن كميات كافية من المازوت تم توفيرها أيضًا لمحطات الكهرباء التي تحتاجها كوقود بديل. كما أشار إلى أن العمل جارٍ على إعداد خطط طوارئ تشمل وضع سيناريوهات متعددة للتعامل مع أي زيادات مفاجئة في درجات الحرارة، وضمان الجاهزية الفنية واللوجستية لتوفير إمدادات الوقود في الوقت المناسب.
ويأتي هذا التحرك المشترك بين وزارتي البترول والكهرباء في إطار الرؤية الاستراتيجية للدولة لتأمين احتياجات المواطنين من الخدمات الأساسية دون انقطاع، وضمان استقرار الشبكة الموحدة للكهرباء، وهو ما يعكس التكامل المؤسسي في إدارة ملف الطاقة بمصر.