خبير آثار يسلط الضوء على تاريخ الحج المسيحي في سيناء

كشف خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن فكرة الحج المسيحي إلى جبل الشريعة أو جبل سيناء كما يطلق عليه وهو جبل موسى الحالي قد ظهرت في عهد الإمبراطور قسطنطين أول الأباطرة المسيحيين (323 – 337م) حين قامت أمه الإمبراطورة هيلانة بزيارة القدس وتم بناء كنيسة القبر المقدس ثم انطلقت إلى سيناء عام 336م لتبني كنيسة صغيرة في حضن شجرة العليقة الملتهبة بالوادي المقدس بسيناء “مدينة سانت كاترين حاليًا” الذي أدخلها الإمبراطور جستنيان ضمن أسوار الدير الذي أنشأه في القرن السادس الميلادي وأطلق عليه دير طور سيناء تبركًا بجبل الطور والذي تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فيما بعد وكل من يدخل هذه الكنيسة حتى اليوم يخلع نعليه تأسيًا بنبى الله موسى الذى خلع نعليه حين ناجى ربه عند شجرة العليقة الملتهبة.
طرق الحج بسيناء
وأشار الدكتور ريحان، في تصريحات خاصة، إلى وجود طريقين للحج المسيحي عبر سيناء، طريق شرقى وطريق غربى، أمّا الطريق الشرقى فهو للمسيحيين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية إلى جبل الشريعة وطول هذا الطريق 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس الذى أطلق عليه عدة أسماء منها جبل موسى وجبل الشريعة وجبل سيناء وجبل المناجاة.والطريق الغربى يبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى رافيا (رفح)، رينوكورورا (العريش)، بيلوزيوم (الفرما)، سرابيوم (الإسماعيلية)، القلزم (السويس)، عيون موسى، وادى غرندل، وادى المغارة، وادى المكتّب، وادى فيران إلى جبل الشريعة وطول هذا الطريق من القدس إلى القلزم 400 كم، ومن القلزم حتى جبل سيناء 300 كم فيكون الطريق من القدس إلى جبل الشريعة 700 كم.وتابع الدكتور ريحان، أن الحجاج المسيحيون كانوا يتوجهون إلى جبل موسى ودير سانت كاترين قادمين من أوروبا عن طريق دير مار مينا بكنج مريوط غرب الإسكندرية وبه مركزًا للحج وهو مكان تجمع الحجاج المسيحيين، تخطيطه من فناء متسع على شكل ميدان محاط بصفوف من الأعمدة يضم كنيسة على الطراز البازيليكى وكنيسة المدفن وبها قبر القديس مينا والمعمودية التى تقع غرب كنيسة المدفن وبها بئر التعميد المكون من ثلاث درجات والمغطى بالفسيفساء.وقد ذاعت شهرة القديس مينا الذي رفض عبادة الإمبراطورية الوثنية في عهد دقلديانوس ورفض السجود للآلهة وخرج إلى الصحراء متوحدًا وقضى زمنًا طويلًا ثم قبض عليه وتعرّض للتعذيب ثم قطعت رأسه بالسيف ودفن بالإسكندرية، ولما انقضى زمن الإضطهاد نقلت رفاته إلى المكان الذى يحمل اسمه الآن بمريوط.
ولفت الدكتور ريحان، إلى أن الحجاج المسيحيون كانوا ينتقلون من مارمينا إلى موقع حصن بابليون حاليًا بمصر القديمة ثم الانطلاق إلى سانت كاترين، وكان للحجاج بالوادى المقدس مسار معروف حيث يصعد الحجاج إلى جبل موسى ثم يهبطون إلى الدير ليدخلوا من باب الحجاج إلى الوادى المقدس حيث يتجهون لزيارة شجرة العليقة المقدسة ثم يدخلون إلى كنيسة التجلى ثم يتوجهوا إلى كنيسة العليقة المقدسة داخلها والذى يجب خلع النعلين قبل الهبوط إليها تأسيًا بنبى الله موسى.