“الهيئة العليا للآثار”: مساعي لإخراج منطقة أبو مينا في الإسكندرية من قائمة التراث المهدد بالخطر

كشف الدكتور محمد إسماعيل، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، أن رفع تصنيف المنطقة الأثرية أبو مينا بمحافظة الإسكندرية من قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو ) سيستغرق نحو عام؛ نظرًا إلى الدورة المستندية التي سياخدها تقرير مكتب اليونسكو بالقاهرة عن الوضع الحالي عن للمنطقة الأثرية.وأضاف الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في تصريحات خاصة لـ”الدستور” إلى أنه تم مشاركة مدير مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة في الجوله التي نظمتها وزارة السياحة بالموقع الأثرى ليتأكدوا من آمان الموقع الأثري وعدم وجود مخاطر عليها من المياة الجوفية، وسيتم رفع تقرير إلى لجنة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو بمستجدات الوضع بالمنطقة الآثرية، وسيعرض خلال اجتماع للجنة، ويتم مناقشة التقرير والتوصيات، وإذا اقتنعت اللجنة بأن جميع المخاطر زالت وتم تنفيذ الإجراءات المطلوبة، تُصوّت على رفع الموقع من القائمة،لافتًا إلى أهمية الترويج لمنطقة دير أبو مينا كواحدة من أبرز المواقع الأثرية والدينية ذات القيمة الدولية.وفي ذات السياق، أشار الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، إلى أن الدولة المصرية بذلت جهودًا كبيرة عبر مؤسساتها المختلفة لإعادة الموقع إلى وضعه الطبيعي، مشيرًا إلى أن وجود أراضٍ زراعية مجاورة تسبب في ارتفاع منسوب المياه الجوفية بشكل متكرر، مما شكل تهديدًا على الموقع.وأضاف أن المشروع الأولي الذي بدأ عام 2006 تضمن تركيب 170 طرمبة مياه، إلا أنه توقف في 2010، ما أدى إلى تفاقم المشكلة، وبناءً على ذلك، صدرت توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالتدخل الفوري والتنسيق مع الجهات الدولية لإيجاد حلول مستدامة.وأشار إلى أن المجلس الأعلى للآثار تولى تنسيق الجهود مع وزارات البيئة والري والكنيسة، وتم التوصل إلى حلول فنية لمعالجة مشكلات الري والصرف، وتم إنشاء نظام متطور لتجميع المياه الجوفية، بالإضافة إلى إنشاء مصارف جديدة واستخدام طرمبات متخصصة للتعامل مع المياه ذات الملوحة العالية لافتًا إن تجميع المياه الجوفية تم بنجاح بحلول نهاية العام الماضي، ويجري حاليًا صيانة المشروع عبر شركة متخصصة تتابع أعماله بشكل مستمر. وأوضح أن موقع “أبو مينا”، الذي تبلغ مساحته حوالي 1000 فدان والمُدرج على قائمة التراث العالمي، استعاد حالته الطبيعية، مع بدء التحضيرات لأعمال الحفائر والترميم الشامل خلال العام المقبل.يشار إلى أن منطقة أبو مينا تقع بصحراء مريوط 56 كم غرب الإسكندرية، ويقع الموقع الأثري وهو مسجل كأثر بالقرار رقم 698 لسنة 1956، وسجل تراث عالمى باليونسكو عام 1979، وأدرج على قائمة التراث العالمى المعرض للخطر عام 2001؛ نتيجة المياه الجوفية والأملاح التي هددت آثار المنطقة.