لافروف يعبّر عن شكوكه تجاه استضافة الفاتيكان للمحادثات بين روسيا وأوكرانيا: “ليس حلاً مناسباً للدول الأرثوذكسية”

لافروف يعبّر عن شكوكه تجاه استضافة الفاتيكان للمحادثات بين روسيا وأوكرانيا: “ليس حلاً مناسباً للدول الأرثوذكسية”

قلّل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، اليوم الجمعة، من أهمية الجهود التي يبذلها الفاتيكان لاستضافة محادثات بين موسكو وكييف، مشيرًا إلى أن مكانًا كاثوليكيًا لا يُعد مناسبًا لعقد مفاوضات بين دولتين أرثوذكسيتين، حسب ما نقلته وكالتا رويترز وفرانس برس.

اعتراض ديني على مكان التفاوض

أوضح لافروف في تصريح نقلته فرانس برس، أنه من “غير اللائق” مناقشة القضايا الجذرية للنزاع بين روسيا وأوكرانيا على أرضية كاثوليكية، مضيفًا: “أن ذلك لن يكون مريحًا لا للطرفين الأرثوذكسيين ولا للفاتيكان نفسه”.ونقلت رويترز عن لافروف قوله: “سيكون من غير الأنيق إجراء محادثات بين دولتين أرثوذكسيتين في مكان ديني كاثوليكي. الأمر لا يناسب طبيعة الصراع ولا الأطراف المنخرطة فيه”.كما اتهم الوزير الروسي كييف صراحة بـ”تدمير الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية”، في إشارة إلى النزاع المتصاعد داخل أوكرانيا بين الكنيستين الأرثوذكسيتين المتنافستين، واحدة موالية لروسيا وأخرى انفصلت عنها.

أجواء سياسية متقلبة

تأتي هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول فرص استئناف الحوار بين روسيا وأوكرانيا، رغم المحاولات التي تُبذل من أطراف دينية ودولية لتقريب وجهات النظر.وفي تطور آخر متعلق بالملف نفسه، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عن عملية تبادل “كبيرة” للسجناء بين روسيا وأوكرانيا، وكتب عبر منصاته بحسب ما نقلت صحيفة الجارديان: “العملية ستدخل حيز التنفيذ قريبًا. تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل سيؤدي هذا إلى شيء أكبر؟”.

جدل ديني ودبلوماسي

يرى مراقبون أن تصريحات لافروف تعكس حساسية العلاقة بين الدين والسياسة في المشهد الجيوسياسي الحالي، لا سيما مع تصاعد الخلافات العقائدية داخل أوكرانيا بين الكنيسة الأرثوذكسية التابعة لموسكو ونظيرتها الأوكرانية المستقلة.كما تشير هذه التصريحات إلى رفض روسي ضمني لأي وساطة دينية مصدرها الكرسي الرسولي، الذي سعى منذ بداية الحرب إلى لعب دور توافقي، دون أن يحقق تقدمًا ملموسًا حتى الآن، حسب الباحث في العلاقات الدولية بمعهد كارنيغي، ألكسندر باومان.قال باومان، في تعقيبه على تصريحات لافروف: إن “التحفظ الروسي على وساطة الفاتيكان يحمل أبعادًا دينية وسياسية معًا”.وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة فرانس برس: “روسيا تنظر إلى الفاتيكان كجزء من المنظومة الغربية التي تدعم أوكرانيا، وبالتالي فإن قبولها بوساطة كاثوليكية قد يُفهم كتنازل سياسي وديني لا ترغب موسكو في تقديمه”.وأشار باومان إلى أن رفض موسكو للوساطة الفاتيكانية لا يتعلق فقط بالموقع الديني، بل يعبّر عن رؤية روسية ترى أن حل الصراع يجب أن يتم ضمن شروط جيوسياسية تضع موسكو في موقع قوة.كما اعتبر أن الربط بين الدين والمفاوضات هو “محاولة روسية لتأطير الصراع في بُعد حضاري أوسع”، وهو ما يُستخدم أيضًا في الخطاب الداخلي الروسي لدعم مواقف الكرملين في مواجهة الغرب.