كيم كارداشيان والعالم يتطلع إلى قرار قضية “لصوص الأجداد” المتهمين بسرقة مجوهراتها في باريس

تترقب الأوساط القانونية والإعلامية صدور الحكم في واحدة من أكثر قضايا السرقة إثارة للجدل، حيث يُنتظر أن يصدر مساء الجمعة قرار محكمة فرنسية بحق عشرة متهمين – تسعة رجال وامرأة – يُزعم أنهم خططوا ونفذوا عملية السطو المسلح على نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان خلال أسبوع الموضة في باريس عام 2016.
محاكمة مؤجلة منذ سنوات
ووفقًا لشبكة NBC News، فقد طالبت النيابة الفرنسية بأحكام بالسجن تصل إلى عشر سنوات بحق من يُعرفون إعلاميًا باسم “سارقي الأجداد”، بعد محاكمة استمرت شهرًا، تأخرت لما يقارب عقدًا من الزمان بسبب البيروقراطية القضائية، رغم أن الشرطة تمكنت من تحديد هويات المتورطين من خلال الحمض النووي بعد أشهر من الحادثة.دخل القضاة الثلاثة وأعضاء هيئة المحلفين الستة في جلسة مداولة مغلقة مساء الجمعة، مع إمكانية إعلان الحكم في أي لحظة، علمًا أن القرار يتطلب أغلبية الأصوات.
المتهمون، الذين تتراوح أعمارهم بين الستين والسبعين، حضروا الجلسات وهم يعانون من مشاكل صحية، كمرض باركنسون والسرطان، وقد بدوا بملامح هادئة تتناقض مع صورة ضحيتهم كارداشيان، المليارديرة البالغة من العمر 44 عامًا، والتي روت شهادتها في المحكمة بقولها: “ظننت أنني سأموت، لدي أطفال. عليّ فقط العودة إلى المنزل، يمكنهم أخذ كل شيء.”
تفاصيل الجريمة.. تهديد وسرقة بـ9 ملايين دولار
وقعت الحادثة في الساعات الأولى من 3 أكتوبر 2016، حين اقتحم رجلان شقتها الخاصة بباريس، وقيّداها تحت تهديد السلاح وهي ترتدي رداء حمام فقط، واستولوا على مجوهرات بقيمة 9 ملايين دولار، منها خاتم ألماس عيار 20 قيراطًا قدّمه لها زوجها آنذاك، كانييه ويست.وأضاف الادعاء أن العصابة فرت من مكان الحادث سيرًا على الأقدام وبالدراجات الهوائية وتم توقيفهم لاحقًا، ولم يُعثر على أي من المسروقات، باستثناء صليب كبير أُلقي خلال الفرار.ثمانية من المتهمين أنكروا التهم، بينما اعترف اثنان بمشاركتهما بشكل جزئي، أحدهم، يونس عباس (72 عامًا)، ألّف كتابًا بعنوان “لقد اختطفت كيم كارداشيان”، وعبّر في المحكمة عن ندمه قائلًا: “ليس لدي ما أقدمه سوى الندم وسأتحمل مسؤوليتي.”
العقل المدبر للعملية
وتعتبر النيابة أن العقل المدبر للعملية هو عمر آيت خداش (69 عامًا)، المعروف بـ”عمر العجوز”، وقد أقر بدوره، لكنه ادعى أنه “جندي مشاة” وليس القائد الحقيقي، مُشيرًا إلى شخصية وهمية باسم “بن” أو “إكس” – وهو ادعاء رفضته النيابة.وإلى جانب خداش وعباس، تطالب النيابة بعقوبات بحق عدد من المتهمين، تتراوح بين ست إلى عشر سنوات، منهم ابنه هارميني، وكريستيان غلوتين، شريكته المتهمة بالتواطؤ.وكان خداش، الذي يعاني من الصمم وحالة طبية تتطلب استخدام الحمام كل ساعة، قد قدم رسالة اعتذار مكتوبة إلى كارداشيان أثناء مثولها بالمحكمة، جاء فيها:”لا يمكن إصلاح الماضي، لكنني آمل أن تساعدك هذه الرسالة في تجاوز الصدمة تدريجيًا بسبب خطئي.”فردت قائلة: “أنا أسامحك على ما حدث، لكن هذا لا يغير المشاعر أو الصدمة، ولا حقيقة أن حياتي قد تغيرت للأبد.”ورغم تقدم المتهمين في السن، حذر أحد محامي الدفاع، هنري دي بيوريجارد، هيئة المحكمة من الوقوع في فخ “صورة الرجال الطيبين المسنين”، ورفض “أسطورة المتقاعدين الودودين على طريقة روبن هود”، معتبرًا أنهم لا يزالون مسؤولين عن جريمة خطيرة ذات أبعاد نفسية وقانونية وإنسانية عميقة.