شذي يحيي: المتحف المصري الكبير رمز ثقافي يعزز مكانة مصر الناعمة (خاص)

استعرضت الباحثة شذي يحيي، تاريخ إنشاء المتاحف في مصر، بالتزامن مع قرب موعد افتتاح المتحف المصري الكبير.وأشارت الباحثة شذى يحيي في تصريحات لـ”الدستور” إلي أن: مصر كانت من أوائل دول العالم التى عرفت متاحف الآثار، ويرجع ذلك بالأساس لغنى البلد العظيم بها حتى منذ عصور ما قبل التاريخ وما قبل الأسرات عشرات المجتمعات استقرت فى الوادى وما حوله، مجتمعات صيد رعوية وبعدها مجتمعات زراعية، ثم المجتمعات التى شكلت الدولة بعد توحيد القطرين، تركت لنا ملايين من القطع الثمينة والمهمة للإنسانية كلها، ولأنها مصر قلب العالم بدأت بعثات التنقيب النظامية وغير النظامية فى البحث عن هذا التراث الإنسانى الخالد فى فترة مبكرة من نهايات القرن السابع عشر.. آثار كثيرة سربت للخارج أو أهديت أو بيعت وأيضا هناك ما دمر وضاع للأبد.. لذلك توالت الأفكار لإنشاء مكان أو متحف لحفظ كنوز هذا البلد الثمينة وعلامات تاريخه”.
“المتحف المصري الكبير” يعزز مكانة مصر على خريطة السياحة الدولية
وأوضحت: فى البداية خصص مكان لحفظ وعرض الآثار بحديقة الأزبكية فى 1835 بعدها نقل العرض لقلعة صلاح الدين فى قاعة واحدة أهدى الوالى عباس الأول محتوياتها من الآثار لدوق نمساوى لعدم تقديره لأهميتها.وتابعت: “ثم أنشأت أنتكخانة بولاق التى غرقت الآثار فيها فى أحد أعوام فيضان النيل العالى ونقلت الآثار التى أنقذت لقصر إسماعيل بالجيزة حتى افتتح المتحف الكبير بميدان الإسماعيلية، التحرير حاليا سنة 1902 المتحف المصرى الذى صممه مارسيل دورنون بميدان التحرير.. زمن إنشاءه كان أعجوبة عصره أما الآثار التى احتواها عند إنشاؤه فقد بلغت حمولة 5000 عربة خشبية تجرها الدواب وقطارين ما حدث بعد ذلك”.وعلى مر العصور كان هذا المتحف العظيم الذى سجل كمبنى أثرى منذ سنة 1983 تحول إلى ما يشبه المخزن الأثرى الكبير الذى تكتظ فيه القطع الفنية مكدسة بحيث لا يمكن استعراضها بشكل جيد، ولأن حفريات التنقيب لا تتوقف وكذلك لأن مصر أصبح لديها وعى قومى بأهمية آثارها فمنعت خروجها من البلاد وجرمت بيعها تكدست مخازن المتحف ومخازن وزارة الآثار فى المحافظات بعشرات الألوف من القطع والمكتشفات الأثرية المهمة ولم يخفف إنشاء متاحف تابعة للمديريات الأثرية فى المحافظات لعرض بعض المكتشفات من هذا التكدس.
المتحف المصري الكبير صرح حضارى يعزز قوة مصر الناعمة
ولفتت “يحيي” في حديثها عن أهمية المتحف المصري الكبير: هذه القطع العظيمة والمهمة بالنسبة للإنسانية كان لا بد أن تنتظر دورها فى العرض لاستحالة عرضها بالكامل فى المساحات المخصصة بالمتحف المصرى وأيضا بمتاحف المحافظات المستحدثة، كما أن أسلوب العرض فى المتحف المصرى أصبح من التاريخ سواء الفتارين الزجاجية أو ترتيب المعروضات.متاحف العالم المختلفة أصبحت تدير عروضها بالذكاء الاصطناعي ولها قواعد بيانات إلكترونية وتحتوى على قاعات محاضرات مجهزة، كما أنه يلحق بها أقسام متطورة للحفظ والترميم والصيانة. إضافة لأماكن متخصصة للراحة والترفيه وإضاءة صناعية لإتاحة الفرصة للاستغراق أكثر فى العرض، لهذا ومع كنز الآثار المصرى وتميزه كان لا بد من تبنى مشروع لمتحف عملاق، تمثل في المتحف المصري الكبير،يخدم هذه الأهداف ويواكب تطور وسائل العرض فى العصر الحديث وتعرض فيه كمية مناسبة من الآثار المكتشفة بطريقة لائقة تبهر الزوار وتشجع الجذب السياحى.كما أنه يحتوى على قاعات عرض متغير وعوامل جذب للسائح تدعم الرواج الاقتصادى والثقافى لهذا أنشئ المتحف المصري الكبير فى حضن أهرامات الجيزة، إحدى عجائب العالم القديم ليكمل معجزته ويكون قبل للدارسين والسياح على حد سواء فالمتحف هو بمثابة صرح حضارى وثقافى وترفيهى متكامل يعزز قوة مصر الناعمة.ومع مد الدولة لطرق المواصلات وخطوط المترو وبذلك انتهى الزحام الذى كان يحدث فى متحف التحرير، ومد ساعات العمل باستعمال وسائل الإضاءة الحديثة وضخامة المساحة التى تسمح بعرض صرحى مميز وكذلك وسائل التكنولوجيا فى البحث عن تاريخ القطع المعروضة المتحف المصري الكبير سيصبح قبلة سياحية ثقافية هائلة، تسهم فى تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة الدولية.