عاجل.. فرنسا تستنفر ضد تدخلات “الإخوان”: ماكرون يمنح الحكومة أسبوعًا للتصدي لـ”الإرهاب”

حذر تقرير رسمى فرنسى من أن جماعة «الإخوان» تهدد «التماسك والتلاحم الفرنسى»، وهو ما يدفع الحكومة لاتخاذ إجراءات للحد من انتشار «الإسلام السياسى» وتأثيره على المجتمع الفرنسى.واجتمع الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، قبل أيام، مع رئيس حكومته، فرانسوا بايرو، وعدد من الوزراء، منهم وزراء الخارجية والمال والتربية والتعليم العالى والرياضة، فى جلسة لـ«المجلس الدفاعى»، لاتخاذ إجراءات تحدّ من تأثير «الإخوان» فى فرنسا، بعد صدور التقرير.ومن المقرر أن يتخذ «المجلس الدفاعى الفرنسى» تدابير سريعة للحدّ من تأثير الجماعة، بعدما حدد «ماكرون» للوزراء ومجلس الدفاع مهلة حتى بداية يونيو المقبل لذلك، خاصة أن قطاعات التربية والتعليم والرياضة خصوصًا هى المستهدفة من تغلغل «الإخوان»، وفق «الإليزيه».وجاء فى التقرير الفرنسى أن «الإخوان» يعتمدون على استخدام السرية والازدواجية فى الخطاب للتغلغل فى المؤسسات والمجتمع، مع تسليط الضوء على الهيكل التنظيمى السرى للجماعة فى أوروبا، ووجود طبقات داخلها ودرجات مختلفة للعضوية. وخلال الربع الأول من ٢٠٢٤، وبطلب من الرئاسة الفرنسية، أجرى معدّا التقرير، وهما محافظ وسفير سابقان، ١٠ جولات ميدانية فى فرنسا، و٤ جولات فى أوروبا، وأجريا لقاءات مع ٤٥ أكاديميًا فرنسيًا وأجنبيًا من توجّهات فكرية متنوّعة، وأيضًا مع مسئولين مسلمين على المستويين الوطنى والمحلى. وشملت الجولات ٣ لقاءات مع ممثلى «فيدرالية مسلمى فرنسا»، التى تُعدّ امتدادًا لجماعة «الإخوان» فى البلاد، إضافة إلى مراجعة المقالات والمؤلفات الأكاديمية المتعلقة بالموضوع، علاوة على مشاورات معمّقة مع أجهزة الاستخبارات ووزارة الخارجية وكل الإدارات المعنية بمراقبة هذه الظاهرة وتحليلها.وكشف التقرير الرسمى عن أن ١٣٩ مكانًا مخصصًا للصلاة تابعة لـ«مسلمى فرنسا» تُعدّ امتدادًا أساسيًا لـ«الإخوان»، رغم نفى الجماعة، ويضاف إليها ٦٨ موقعًا أخرى تُعدّ قريبة منها، موزّعة على ٥٥ مقاطعة.وذكر معدّا التقرير أن ما يعادل ٧٪ من بين ٢٨٠٠ مكان مدرج للصلاة فى فرنسا هى «إسلامية»، و١٠٪ من الأماكن منها فُتحت بين ٢٠١٠ و٢٠٢٠، بمعدل ٤٥ من أصل ٤٤٧ مكانًا، مع تقدير عدد المصلين فى تلك المساجد التابعة لهذا التيّار والقريبة منه بـ٩١ ألف مصلٍّ كل يوم جمعة.ورغم عدم إعلان «فيدرالية مسلمى فرنسا» إلا عن ارتباط ٥٣ جمعية بها، تشير المعطيات المجمّعة، وفقًا للتقرير، إلى وجود ٢٨٠ جمعية مرتبطة بهذا التيّار، تنشط فى مجالات عدة تؤثر على حياة المسلمين الدينية والخيرية والتعليمية والمهنية والشبابية والمالية.وجاء فى التقرير: «تهديد الإخوان، وحتى فى غياب اللجوء إلى التحركات العنيفة، يولد خطر المساس بنسيج الجمعيات وبالمؤسسات الجمهورية، وبشكل أوسع بالتلاحم الوطنى»، مشيرًا إلى الطابع الهدام للمشروع الذى يعتمده الإخوان.ورأى معدّا التقرير أن هذا «التشدد الإسلامى على مستوى البلاد قد يكون له تأثير متنامٍ فى الفضاء العام واللعبة السياسية المحلية، مع عمل الشبكات على حدوث انعزال مجتمعى، وصولًا إلى تشكيل بيئات إسلامية تزداد عددًا».وقدم التقرير ٦ مقترحات لذلك كالتالى: العمل على فهم التهديد بشكل أفضل، لمحاربة «الإسلام السياسى» بفاعلية أكبر، وتطوير العلوم الإسلامية لمحاربة «استراتيجية أسلمة المعرفة»، وفهم واقع وتطلعات المسلمين فى فرنسا والاستجابة لها، وتعزيز تعليم اللغة العربية فى المدارس الرسمية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية لتخفيف الشعور بـ«الإسلاموفوبيا الرسمية»، وأخيرًا تعديل قوانين الدفن المتبعة بخصوص المسلمين.