آخر فرصة للخروج بالنسبة لـ«حماس»

نتنياهو سيستمر فى الضغط العسكرى.. هكذا وعد، وطالما صدقت وعوده فيما يخص القوة.. القوة المفرطة التى لا يُوقفها أحد.رغم إرهاق الجيش الإسرائيلى من الحرب الطويلة، ورغم انقلاب الأوروبيين عليه، ورغم جهود الوسطاء، ورغم حتى محاولات ترامب وضغوطه.. هو يصر ويستمر، ولا يتراجع، وطالما كان هذا الرجل على مدار حياته. أما «حماس» فلا تزال تقاوم وترفض الاستسلام المهين الذى يريده نتنياهو، وعلى الرغم من ذلك، لا يزال هناك أمامها عدة نقاط لخروج آمن بعض الشىء. حسب التقديرات الإسرائيلية فإن نقاط خروج مهيأة لحماس قبل أو أثناء أو عقب كل مرحلة من مراحل عملية «عربات جدعون» العسكرية فى غزة، وهى كانت الخطة العسكرية التى كانت ضمن خطط ثلاث جهّزتها شعبة العمليات، بالتعاون مع جهاز الشاباك ومنسّق شئون الحكومة فى المناطق «المحتلة» وشعبة الاستخبارات العسكرية «أمان»، وجهات أخرى فى الجيش، وبالتعاون مع الأمريكيين، لكن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلى إيال زامير اختار خطة «عربات جدعون».وبينما كانت الخطط الأخرى تهتم بسلامة المخطوفين، فإن وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، اختارا «مركبات جدعون».كان هناك الكثير من المعارضين للخطة، لكن بالنسبة لنتنياهو وكاتس، فإن هذه الخطة فعالة، لأنها حسب رؤيتهما ستجرى بالتدريج، وتمنح حماس فرصة للخروج فى أكثر من مرحلة، وأيضًا غير مُكلفة كثيرًا على صعيد تجنيد الاحتياط الذى سيجرى بصورة بطيئة.وحسب الخطة، فإنه لدى إسرائيل ٥ أدوات ضغط على «حماس»: الأولى هى احتلال القطاع أو البقاء فيه لوقت طويل، وذلك عبر قطع التواصل بين عناصر الحركة، وتدمير بنيتها التحتية بشكل كامل، فيما تتضمن هذه الأداة توسيع المناطق العازلة فى هوامش القطاع وتقسيمه كأداة لزيادة أمن بلدات الغلاف.أمّا الأداة الثانية فهى نقل السكان إلى مناطق لا توجد فيها علاقة مباشرة بين المجتمع وما تبقى من بنية «حماس»، بينما الأداة الثالثة هى توزيع المساعدات دون حماس، لمنعها من سرقة المساعدات. أما الأداة الرابعة فهى الفصل ما بين «حماس» والسكان فى كثير من المناطق. أما الأداة الخامسة فهى هندسة الوعى، وهو ما يتضمن المزيد من التهديدات للحركة المعنوية والنفسية مستغلة بذلك غضب الجمهور الغزى، لتجعلها تتراجع وتقبل بالخروج.والحقيقة أنه كانت أمام الحركة ثلاث نقاط خروج، لكنها فقدت اثنتين منها ولم يتبقّ لها إلا نقطة خروج واحدة.النقطة الأولى التى لم تتحقق، هى أن تقبل حماس تحرير المخطوفين، استنادًا إلى خطة «ويتكوف» لمنع إسرائيل من تنفيذ مرحلة تحريك السكان، لكنها لم تقبل، أما النقطة الثانية فهى خضوع حماس قبل تنفيذ المناورة البرية التى كان يستعد لها الجيش، والتى تشمل دخول ألوية جديدة، وهو ما حدث الأسبوع الماضى، وكما يبدو أن الوقت فات.أما نقطة الخروج الوحيدة المتبقية للحركة، فهى قبل نهاية المعركة، وهى ذلك اليومين، ليس بعد، قبل أن تبدأ إسرائيل بتجنيد الاحتياط بشكل واسع، واحتلال القطاع. الجمهور الإسرائيلى لا يهمه كل ما سبق، هم يريدون إنهاء الحرب فى غزة، وتحرير المخطوفين، وهذا لن يتم دون بديل لحماس فى القطاع.