تحذيرات تعليمية بشأن أهمية تدريب المعلمين على التعامل مع الطلاب الذين يعانون من الأمراض المزمنة

تحذيرات تعليمية بشأن أهمية تدريب المعلمين على التعامل مع الطلاب الذين يعانون من الأمراض المزمنة

خلال الفترات الماضية ناشد العديد من أولياء الامور بالالتزام بعدد من الضوابط خلال التعامل مع طلاب الامراض المزمنة ومنهم طلاب مرضي السكر، وحذر الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي، من خطورة تجاهل إعداد الكوادر التعليمية في المدارس للتعامل مع الطلاب المصابين بالأمراض المزمنة، وعلى رأسها مرض السكري، مشيرًا إلى أن هؤلاء الطلاب يشكلون فئة متزايدة داخل المدارس، في ظل الانتشار الملحوظ لهذا المرض سواء لأسباب وراثية أو نتيجة أنماط الحياة الغذائية الخاطئة. 
وأكد شوقي فى تصريحات خاصة لـ” الدستور” أن مرض السكري، باعتباره أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين الأطفال، يمثل تحديًا حقيقيًا داخل المؤسسات التعليمية، نظرًا لاحتمالية تعرض الطفل المصاب به لمضاعفات خطيرة في أي لحظة، قد تصل إلى الوفاة المفاجئة في حالة الانخفاض أو الارتفاع الحاد في مستوى السكر بالدم، إذا لم تُقدَّم له الإسعافات اللازمة فورًا.  وأشار الخبير التربوي في تصريحات خاصة إلى “الدستور” إلى أن هناك نقصًا واضحًا في معرفة بعض المعلمين بأعراض المرض، أو بكيفية التعامل مع الطالب المصاب سواء في الحالة العادية أو في حالة الطوارئ، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة الصحية للطالب دون قصد. وشدد على أن هذا القصور لا يعود إلى إهمال شخصي بقدر ما هو غياب منظومة تدريب وتأهيل مستمرة تدمج البُعد الصحي في المنظومة التعليمية.وقال: “ما لا يدركه البعض أن دقائق التأخير في إنقاذ طفل مصاب بالسكري قد تعني حياة أو موت، وهو ما يستدعي ضرورة وعي المعلمين بالأعراض وكيفية التصرف الفوري”. وللتغلب على هذا القصور، طرح شوقي مجموعة من الإجراءات التي يرى ضرورة تطبيقها على مستوى السياسة التعليمية، تبدأ من إعداد المعلمين قبل التخرج، مؤكدًا أهمية تدريس مقررات في كليات التربية مثل “الصحة العامة” و”الإسعافات الأولية”، تُمكّن الطالب المعلم من التعامل مع الحالات الصحية الطارئة داخل الفصل الدراسي.وأضاف أن الأمر لا يجب أن يتوقف عند التعليم الجامعي فقط، بل يجب أن يتم إخضاع المتقدمين لوظيفة “معلم” لاختبارات تقيس مدى إلمامهم بكيفية التعامل مع الطلاب من ذوي الأمراض المزمنة، مثل معرفة أعراض انخفاض أو ارتفاع السكر، والإجراءات التي يجب اتباعها في كل حالة.كما دعا تامر شوقي إلى تنظيم ورش عمل دورية داخل الإدارات التعليمية والمدارس، يشرف عليها أساتذة متخصصيين في الأمراض المزمنة، لشرح الجوانب النفسية والعضوية لهذه الأمراض، مع التركيز على مرض السكري باعتباره الأكثر شيوعًا بين الطلاب في الفئة العمرية المدرسية.أكد كذلك أهمية أن يكون كل معلم على علم بالحالة الصحية لطلابه، وخاصة المعلمين في الفصول التي تضم طلابًا من ذوي الأمراض المزمنة، ليكونوا أكثر تفهمًا لاحتياجاتهم المختلفة. وقال في هذا السياق: “من غير المقبول أن يمنع المعلم طفلًا مريضًا بالسكري من الذهاب إلى الحمام أكثر من مرة، دون أن يكون على دراية بأن هذا العرض من أعراض المرض، وقد يكون مؤشرًا لخلل في مستوى السكر لديه”.وشدد شوقي على ضرورة وجود حكيمة أو ممرضة صحية داخل كل مدرسة، تكون مجهزة بالأدوية والأدوات الطبية اللازمة، مثل أجهزة قياس السكر، وأدوية الطوارئ الخاصة بهبوط أو ارتفاع السكر، مع توفير بيئة صحية آمنة للطفل داخل المدرسة.