انتشار الكوليرا والمجاعة يضربان السودان.. أزمة إنسانية متزايدة وسط قلة المساعدات الدولية

انتشار الكوليرا والمجاعة يضربان السودان.. أزمة إنسانية متزايدة وسط قلة المساعدات الدولية

نقلت وسائل الإعلام السودانية السبت، تقارير طبية محلية ودولية تفيد بتفشي وباء الكوليرا بوتيرة متسارعة في العاصمة الخرطوم وعدد من ولايات السودان، في ظل تدهور متواصل في الخدمات الصحية وانهيار البنية التحتية، بينما يواجه اللاجئون في معسكرات تشاد مجاعة تهدد حياتهم بسبب غياب الدعم الدولي.

أكثر من 2500 إصابة بالخرطوم.. و”أطباء بلا حدود” تحذر من كارثة

أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، صباح أمس الجمعة، أن ولاية الخرطوم شهدت تسجيل أكثر من 2500 حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، بينها نحو 500 إصابة في يوم واحد فقط، ما يعكس تسارعًا مقلقًا لتفشي المرض.وقالت المنظمة: “إنها تدعم سبع وحدات من أصل 13 مركزًا لعلاج الكوليرا في الخرطوم، في وقت يعاني فيه القطاع الصحي من نقص حاد في الإمدادات والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات”، حسب ما نقلت صحيفة سودان تربيون.وذكرت المنظمة، أن انقطاع الكهرباء والمياه عن أحياء واسعة في الخرطوم، دفع السكان إلى استخدام مصادر مياه غير آمنة مثل الآبار الضحلة أو مياه النيل مباشرة، ما أدى إلى تفشي الأمراض الوبائية، على رأسها الكوليرا.وأكدت أن الوضع يتطلب استجابة عاجلة من الجهات المانحة والمنظمات الدولية لتحسين خدمات المياه والصرف الصحي.وفي تطور ينذر بتدهور الوضع الصحي بالعاصمة، أعلنت شبكة أطباء السودان، مساء الجمعة، عن تسجيل 9 حالات وفاة نتيجة إصابة بالكوليرا يوم الخميس، بولاية الخرطوم في وقت استقبل فيه مستشفى النو بأم درمان 521 حالة إصابة بالمرض.وأشارت الشبكة، إلى أن تزايد أعداد المصابين خلال اليومين الماضيين يتطلب تحركا عاجلا من قبل السلطات الصحية، محذرة من خطر انتشار الوباء على نطاق أوسع.وشدد البيان في السياق، على أن الوضع بات حرجًا، ويستوجب استجابة طارئة من كافة الجهات المعنية لتفادي كارثة صحية تهدد ملايين السكان في ظل الظروف البيئية المتردية وانهيار البنية التحتية الصحية في الولاية

ولاية الجزيرة ليست بمنأى.. مدارس وأسواق مغلقة بسبب تفشي الوباء

وفي تطور موازي، سجلت ولاية الجزيرة إصابات مؤكدة بالكوليرا إلى جانب وفيات، ما دفع السلطات لإغلاق المدارس والأسواق. كما حذرت تقارير محلية من تفشي أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك وسوء التغذية الحاد بين الأطفال.ووفقًا لما أوردته مصادر محلية فإن وحدات الطوارئ في مستشفى الحاج عبد الله بمحلية جنوب الولاية، سجل 46 حالة إصابة بوباء الكوليرا، بالإضافة إلى 6 وفيات، وذلك خلال الفترة من 15 إلى 21 مايو 2025.وفي بيان صحفي صادر عن منصة مؤتمر الجزيرة ليل الجمعة، تم التأكيد على أن التفشي السريع للوباء أدى إلى إغلاق المدارس والأسواق، مما يعكس حجم الكارثة الصحية التي تعاني منها الجزيرة، وفقا لجريدة هذا الصباح المحلية.وذكر البيان: “أن الوضع في ولاية الجزيرة يتفاقم بشكل مقلق”، مرجعًا ذلك إلى الدمار الذي طال البنية التحتية الصحية، ونقص الإمدادات الطبية الحيوية، وتدهور خدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي.

معسكر “قاقا”.. الجوع يقتل اللاجئين في صمت

وفي سياق موزاي، أعلنت شبكة أطباء السودان في بيان آخر، اليوم السبت، وفاة 13 شخصًا بسبب الجوع في معسكر “قاقا” للاجئين السودانيين في تشاد خلال أسبوع واحد فقط.ويأوي المعسكر وفق الشبكة الطبية، نحو 21 ألف لاجئ، يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء وتجاهل شبه كامل من المجتمع الدولي.وقالت الشبكة في بيانها: “يعاني اللاجئون السودانيون بمعسكر قاقا بتشاد من أوضاع إنسانية كارثية بسبب نقص الغذاء والدواء مع تفشي الأمراض بسبب تجاهل المنظمات الدولية والإنسانية للاجئين بالمعسكر، وعدم توفير الغذاء الكافي لهم، حيث توفى 13 شخصا بسبب الجوع خلال الأسبوع الماضي الأمر الذي يهدد مصير آلاف من السودانيين بالمعسكر”.وأشارت الشبكة إلى أن المنظمات الدولية تقدم أعذارًا تتعلق بالمعابر لتبرير عجزها، بينما “يموت السودانيون في المخيمات بصمت”.ويشهد السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم حاليًا، حيث يحتاج “أكثر من 25 مليون شخص”، إلى المساعدة العاجلة، في وقت يواجه فيه النظام الصحي انهيارًا كاملًا، وفق الأمم المتحدة.وصرح مارتن جريفيثس، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مؤخرًا في تصريح أدلى به لوسائل الإعلام التابعة للأمم المتحدة في جنيف، أن “المساعدات الإنسانية تواجه تحديات هائلة بسبب القتال المستمر وانعدام الوصول الآمن، بينما تنتشر الأوبئة ويشتد الجوع في معسكرات اللاجئين”.وأضاف: “ما لم يتم تسريع وتوسيع نطاق المساعدات فورًا، فإن الوضع في السودان سيتحول إلى كارثة تتجاوز الحدود”.