سبل إدراج موقع أثري ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.. خبير يشرح ذلك

سبل إدراج موقع أثري ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر.. خبير يشرح ذلك

كشف الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار ورئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، أن إدراج منطقة آثار “أبو مينا” بالإسكندرية على قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، جاء استنادًا إلى اتفاقية التراث العالمي لعام 1972، وهي اتفاقية تهدف إلى حماية مواقع التراث الثقافي والطبيعي ذات القيمة العالمية الاستثنائية.وأوضح ريحان أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، ومن خلال لجنة التراث العالمي، تملك صلاحية إدراج المواقع المهددة بالخطر ضمن قائمة التراث العالمي المعرض للخطر، بهدف رفع مستوى الوعي الدولي بالمخاطر المحدقة بهذه المواقع، وتشجيع المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات فعّالة لحمايتها.وأشار إلى أن التهديدات التي قد يتعرض لها أي موقع تراثي يمكن أن تكون مؤكدة أو محتملة، وقد تؤثر سلبًا على الخصائص الفريدة التي تميز الموقع. وتشمل هذه الأخطار مشاريع التنمية، والنزاعات المسلحة، وضعف أنظمة الإدارة، وتغير القوانين المنظمة لحماية الممتلكات، فضلًا عن المخاطر البيئية والجغرافية التي تؤثر على المواقع الثقافية بمرور الزمن.وأكد ريحان، في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أنه قبل إدراج أي موقع على قائمة الخطر، تُجرى دراسة تقييمية لحالته، يتم على إثرها وضع برنامج للتدابير التصحيحية بالتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة المالكة للموقع.ويكون القرار النهائي بإدراج الموقع في قائمة الخطر بيد لجنة التراث العالمي، التي قد تقدم أيضًا دعمًا ماليًا من صندوق التراث العالمي للمساعدة في الحفاظ عليه. وتُراجع حالة حفظ الموقع سنويًا، وقد تُطلب إجراءات إضافية بناءً على النتائج، أو يُرفع الموقع من قائمة الخطر، أو يُحذف نهائيًا من قائمة التراث العالمي إذا زالت خصائصه الفريدة.وأضاف ريحان أن رفع أي موقع من قائمة التراث المهدد بالخطر يتطلب من الدولة اتخاذ إجراءات فعلية لتقليل التهديدات، وتقديم تقرير شامل للجنة التراث العالمي يتضمن خطة الحماية والإدارة وتحسين حالة الموقع.وتُعد منطقة آثار “أبو مينا”، الواقعة في صحراء مريوط بالإسكندرية، أثرًا مسجلاً بقرار رقم 698 لسنة 1956، وتم إدراجها ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو عام 1979، ثم أُدرجت على قائمة المواقع المهددة بالخطر عام 2001 بسبب المياه الجوفية والأملاح التي شكلت خطرًا على آثار المنطقة. وقد بذلت الدولة مجهودات كبيرة لمعالجة هذه التهديدات.يُشار إلى أن “أبو مينا” تُعد تراثًا عالميًا ثقافيًا وفقًا للمعيار الرابع لليونسكو، باعتبارها مجمعًا معماريًا يعود إلى العصر المسيحي المبكر، ويتميز بنمط معماري فريد من نوعه، يشمل كنائس وبيوتًا وشوارع وديرًا، تعكس جميعها مرحلة مهمة في تاريخ العمارة المسيحية في مصر.وتُجسّد المنطقة ملامح مدينة من القرن الرابع الميلادي، وتُعد موقعًا تاريخيًا ارتبط باسم القديس مينا، الذي استشهد على يد الإمبراطور دقلديانوس عام 296م.