اليوم الثاني والستون من قارة إفريقيا

اليوم، الأحد ٢٥ مايو، هو «يوم إفريقيا»، أو الذكرى الثانية والستون لإنشاء «منظمة الوحدة الإفريقية»، «الاتحاد الإفريقى» لاحقًا. وفى إطار احتفالات مصر مع أشقائها الأفارقة بهذا اليوم، واستمرارًا لما تشهده العلاقات المصرية الإفريقية من زخم مُطرد، احتفل ميناء القاهرة الجوى، الخميس، ببدء تخصيص مسارات مستدامة لمواطنى دول القارة الإفريقية، وأقام نادى «المقاولون العرب» للتجديف، الجمعة، احتفالية ثقافية، شارك فيها عدد من رجال الأعمال وسفراء الدول الشقيقة لدى القاهرة.بالتزامن، وفى ظل التحديات الإقليمية والدولية غير المسبوقة، شاركت مصر، الأربعاء، فى الاجتماع الوزارى الإفريقى الأوروبى الثالث، الذى استضافته العاصمة البلجيكية بروكسل، واستعرض بيانه الختامى التقدم المُحرز فى تنفيذ الرؤية المشتركة لسنة ٢٠٣٠، والتمهيد لعقد القمة السابعة بين الاتحادين الإفريقى والأوروبى، خلال السنة الجارية، بمناسبة مرور ٢٥ سنة على بدء الشراكة بين الجانبين. وأسعدتنا، إشارة البيان إلى أن الاتحاد الإفريقى أحاط الاتحاد الأوروبى باعتماده ترشيح الدكتور خالد العنانى لمنصب مدير عام منظمة الـ«يونسكو»، ليس فقط لأن ذلك يعكس توافقًا قاريًا على أهمية تمثيل قارة إفريقيا فى هذا المنصب الدولى البارز، لكن أيضًا لأنه يؤكد إيمان الدول الإفريقية الشقيقة بقدرة مرشحنا، المرشح المصرى، على الدفاع عن مصالحها، وتبنى أولوياتها، داخل المنظمة الأممية.انطلاقًا من وحدة الهدف والمصير، وأملًا فى تجسيد روح التضامن بين دول القارة السمراء، تأسست «منظمة الوحدة الإفريقية»، فى ٢٥ مايو ١٩٦٣، وكما كانت «دولة ٢٣ يوليو» من أبرز مؤسسى المنظمة واستضافت، فى السنة التالية، قمتها الأولى، حرصت «دولة ٣٠ يونيو» على تعزيز العلاقات المصرية الإفريقية، على المستويين الرسمى والشعبى، سواء بتعضيد التواصل الشعبى، أو على مستوى الزيارات الرئاسية ورفيعة المستوى إلى مختلف دول القارة. وخلال رئاستها الأجهزة والكيانات التابعة للاتحاد الإفريقى، والاتحاد نفسه، كان الهدف الأساسى للجهود، التى قامت بها الدولة المصرية، ولا تزال، هو تحقيق تطلعات الدول الشقيقة وطموحات شعوبها، فى الاستقرار والتنمية والحياة الكريمة.تعتز مصر بانتمائها الإفريقى، ولديها رؤية واضحة بشأن الأولويات التى ينبغى التركيز عليها لتحقيق الاستفادة المثلى من أُطر التنسيق القائمة وتعزيز الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية. كما تتفاعل بشكل جاد مع كل التحديات الأمنية والسياسية والتنموية وتدافع عن مصالح الدول الإفريقية، فى كل المحافل الدولية. وفى كلمتها، مثلًا، خلال الجلسة العامة للاجتماع الوزارى الإفريقى الأوروبى، أكدت إيمانها الراسخ بالنهج الشامل فى الحفاظ على السلام المستدام، من خلال دعم دور الدولة الوطنية ومؤسساتها، مشددةً على أن بناء قدرات الدول ومؤسساتها يتطلب جهودًا مشتركة ودعم قدرات الاتحاد الإفريقى والتجمعات الإقليمية الإفريقية فى مجالات الإنذار المبكر، ومنع النزاعات، والوساطة. وبلسان وزير خارجيتها، استعرضت مصر الدور الذى قامت به، فى هذا الشأن، باعتبارها الدولة الراعية لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات بالاتحاد الإفريقى.إلى جانب دورها المحورى فى دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة ما بعد النزاعات، وريادة الرئيس عبدالفتاح السيسى لهذا الملف بالاتحاد الإفريقى، قادت مصر مبادرات عديدة، لدعم بنية السلم والأمن فى القارة السمراء وأطلقت «خارطة طريق القاهرة لتعزيز أداء عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة»، التى أصبحت الموقف الإفريقى الموحد، منذ سنة ٢٠٢٠. واستجابةً لطلب الحكومة الصومالية، وبترحيب من مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الإفريقى، أسهمت الدولة المصرية فى البعثة الإفريقية لدعم الاستقرار فى الدولة الشقيقة، التى مثَّلت نقلة نوعية، بعد تطويرها، فى تطوير القطاع الأمنى، والجهود التنموية، وتحقيق تطلعات الشعب الصومالى نحو مستقبل أكثر سلامًا وأمنًا واستقرارًا… وتبقى الإشارة إلى أن تخصيص مسارات مستدامة لمواطنى الدول الإفريقية، بميناء القاهرة الجوى، يأتى فى إطار تفاعل الدولة المصرية مع الزيادة المطردة فى معدلات زيارات الأشقاء، وتيسير دخولهم وحُسن استقبالهم، وتيسير السياحة العلاجية وسياحة المؤتمرات وزيادة المنح الدراسية، و… و…. ويأتى، كذلك، فى سياق الخطوات الكثيرة، التى اتخذتها، أو قطعتها، دولة ٣٠ يونيو لتعزيز انتمائها الإفريقى.