الطبيبة آلاء أنقذت أطفال غزة لكنها فقدت أطفالها التسعة في مجزرة إسرائيلية.. التفاصيل الكاملة.

لم تكن الطبيبة آلاء النجار تدري أن وداعها الصباحي لأطفالها العشرة قبل توجهها إلى عملها في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس سيكون الأخير، فبينما كانت تمسح دموع أمهات وتداوي جراح أطفال نجوا من قصف إسرائيلي، كانت جثامين أطفالها تُنقل إلى ثلاجة الموتى، بأجساد متفحمة وممزقة، وبعضها بلا ملامح أو رؤوس.واستهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي منزل الطبيبة في حي قيزان النجار شرق خان يونس بصاروخين، الأول لم ينفجر، أما الثاني فسوى المنزل بالأرض، ليمحو في لحظة واحدة حياة أسرة مكونة من 10 أطفال وزوجها الطبيب حمدي النجار.
الصاروخ كان “دقيقًا”، بحسب وصف شهود، وهو ما يكشف أن الجريمة تمت عن علم مسبق بمن بداخل المنزل.
جاءت تلك الجريمة عقب أيام فقط من تصريحات خطيرة أطلقها المتطرف الإسرائيلي موشيه فيغلين، زعيم حزب “زهوت”، قال فيها للقناة 14 العبرية: “كل طفل في غزة هو عدو”، في دعوة صريحة لتبرير استهداف الأطفال والمدنيين.
قوات الاحتلال تعمدت استهداف المنزل
وأكدت الطبيبة سهير النجار، قريبة العائلة، أن قوات الاحتلال تعمدت استهداف المنزل دون إنذار، رغم معرفتها أن فيه أطفالًا تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و12 عامًا، وطبيبًا إنسانيًا. وأضافت أن الناجي الوحيد من المجزرة، طفل صغير، يرقد في العناية المركزة إلى جانب والده، بحالة خطيرة.وقالت سهير، إن العائلة لم تستطع وداع الأطفال أو تقبيلهم، لأن الجثامين كانت في حالة يصعب معها التعرف عليهم.وتمكنت فرق الإسعاف من انتشال 7 جثامين، فيما لا يزال طفلان تحت الأنقاض.وأصدرت 80 دولة بيانًا مشتركًا للأمم المتحدة، أكدت فيه أن غزة تواجه “أسوأ أزمة إنسانية” منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر 2023، محذّرة من خطر المجاعة والانهيار التام في القطاع.
الجيش يعلق على المجزرة
من جانبه، علق جيش الاحتلال الإسرائيلي على تلك المجزرة، مدعيًا أن المسيرة الإسرائيلية هاجمت مشتبها بهم بمبنى قريب من قوات الاحتلال.وزعم جيش الاحتلال أنه يتم التحقيق حاليا بالادعاء بشأن إصابة غير متورطين.وأثارت مجزرة الاحتلال في خان يونس تعاطف الملايين حول العالم، منددين بالعدوان المستمر والإبادة الشرسة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين العزل.