فادى عاكوم لـ”الدستور”: قضية السلاح الفلسطيني في المخيمات اللبنانية أكثر خطورة من حزب الله

فادى عاكوم لـ”الدستور”: قضية السلاح الفلسطيني في المخيمات اللبنانية أكثر خطورة من حزب الله

اعتبر الكاتب والمحلل السياسي اللبناني فادي عاكوم أن ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات من أخطر الملفات الأمنية في لبنان، وربما يتفوق في خطورته على ملف سلاح حزب الله نفسه، ويرجع ذلك إلى الانفلات المحتمل وانتشار السلاح في كل لبنان بسبب وجود السلاح منذ أواخر الخمسينيات أو بداية الستينيات.وأكد عاكوم، في تصريحات لـ”الدستور”، أن جميع التنظيمات الفلسطينية، دون استثناء، تملك حضورًا عسكريًا مكثفًا في المخيمات، من خلال شبكات أنفاق ومخازن سرية ومكشوفة، ما يجعل مراقبة عمليات تسليم السلاح أمرًا بالغ الصعوبة.

تعدد التنظيمات الفلسطينية ووجود مستودعات سرية للسلاح

وأوضح عاكوم أن هناك العديد من التنظيمات الفلسطينية الصغيرة التي تحمل أسماء مختلفة لكنها تابعة للفصائل الكبرى مثل حركة فتح وحركة حماس، والتي أعلنت رسميًا استعدادها لتسليم السلاح، إلا أن الواقع الميداني يظهر أن بعض هذه التنظيمات أو مجموعات داخل التنظيمات الكبرى قد ترفض تسليم أسلحتها.وأضاف أن هذه التنظيمات تحتفظ بأسلحتها عبر شبكة الأنفاق والمستودعات السرية، خاصة في مخيمات الحلوة، الرشيدية، البداوي، ومخيمات شمال لبنان، حيث تنتشر تنظيمات متشددة وخطيرة، بعضها يحمل طابعًا إرهابيًا، ويرفض تسليم السلاح.

تجربة لبنانية طويلة ومؤلمة مع السلاح الفلسطيني

ولفت عاكوم إلى أن لبنان يمتلك تجربة طويلة ومريرة مع السلاح الفلسطيني الذي استمر على مدى 40 إلى 50 سنة، مشيرًا إلى أن آخر الحوادث الكبرى كانت المعارك التي دارت بين الجيش اللبناني والتنظيمات المسلحة في مخيم نهر البارد شمال لبنان، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى من الطرفين.

طرح الملف بشكل علني يعكس جدية العهد الجديد

أكد عاكوم أن طرح ملف سلاح الفلسطيني بشكل علني وجدي يعكس توجه العهد الجديد في لبنان، الذي يسعى لبناء دولة حديثة تنهي كافة الملفات التي تمنع لبنان من تحقيق الأمن والاستقرار.وأوضح أن الدولة الجديدة تعمل على حصر قرار الحرب والسلم، وكذلك السلاح، بيد الجيش اللبناني فقط، وهو ما سيفتح الباب أمام مساعدات دولية وإقليمية مهمة للبنان، ويعزز أجواء الأمن والطمأنينة.

إجراءات عملية لسحب السلاح من المخيمات

وكشف عاكوم تشكيل لجنة أمنية لبنانية – فلسطينية، من المقرر أن تبدأ عملية سحب السلاح من المخيمات منتصف شهر يونيو المقبل، على أن تتم هذه العملية على مراحل متتالية تبدأ من بيروت (مخيمات برج البراجنة ومار إلياس)، ثم مخيمات البقاع (مخيم الجليل في بعلبك، مخيم البداوي شمال لبنان)، ثم مخيمات الجنوب (الرشيدية، برج الشمالي، الباص).وأوضح أن المرحلة الأخيرة ستكون في مخيم عين الحلوة قرب صيدا، والتي تمثل الحلقة الأصعب بسبب تواجد عدة فصائل منها منظمة التحرير الفلسطينية، حركة حماس، الجهاد الإسلامي، وتنظيمات إسلامية متشددة.

شروط لبنانية صارمة ضد الرافضين لتسليم السلاح

وأشار عاكوم إلى وجود شروط لبنانية صارمة على التنظيمات التي قد ترفض تسليم أسلحتها، منها إجبارها على مغادرة الأراضي اللبنانية بشكل نهائي، وإلغاء تأشيرات الدخول والأوراق الرسمية الخاصة بتواجدهم في لبنان.