يوم عرفة العظيم يقترب.. أهمية الوقوف في عرفة وتاريخها في التقويم الهجري 1446

في زحام الأيام وتكرار المواسم، يبقى هناك يوم استثنائي يلامس الأرواح ويوقظ القلوب، يوم يُعَدّ فرصة لا تُعوض للعودة إلى الله ونيل مغفرته ورضاه، إنه يوم عرفة، ويترقبه المسلمون في شتى بقاع الأرض بشغفٍ وشوق، لما له من فضل عظيم وأجر مضاعف لا يشبهه يوم آخر في السنة.
فضل يوم عرفة
يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويُعد من أعظم أيام العام على الإطلاق، إذ تتجلى فيه رحمات الله على عباده، وتتنزل فيه البركات من السماء، ويتسابق فيه المؤمنون لنيل العتق من النار، وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده» (رواه مسلم). وليس هذا فحسب، لأن يوم عرفة له مكانة خاصة عند الحجاج، إذ يشهدون فيه الوقوف بعرفة، الركن الأعظم من أركان الحج، بينما يشاركهم المسلمون حول العالم بالصيام، والدعاء، والتضرع إلى الله، في تلاحم روحي عجيب يوحّد القلوب على طاعة الرحمن.
صيام يوم عرفة وفضل الأعمال فيه
صيام يوم عرفة لغير الحاج من أعظم القربات التي يُستحب القيام بها، لما فيه من مغفرة الذنوب ورفع الدرجات، كما يُستحب في هذا اليوم المبارك الإكثار من الذكر والتكبير والتهليل، وقراءة القرآن، والاستغفار، وقيام الليل، والصدقة، وصلة الرحم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
وحتى تكتمل هذه النفحات، يُنصح بأن يبدأ المسلم يومه بالتوبة النصوح، يجدد فيها نيته، ويتطهر من ذنوبه، ويحرص على اغتنام كل لحظة في هذا اليوم المبارك، لنه يوم تُفتح فيه أبواب السماء، ويُستجاب فيه الدعاء، وتُكتب فيه الأقدار، فكن من الساعين إلى المغفرة، ولا تدع هذه الفرصة العظيمة تمرّ دون عمل صالح يقربك من الله.اقرأ أيضًا