المنزل: مجموعة قصص جديدة لوليد خيري من دار العين

صدر حديثًا عن دار العين للنشر والتوزيع المجموعة القصصية “المنزل” للكاتب والقاص وليد خيري.وقال وليد خيري عن المجموعة القصصية:” تظلّ فكرة “المنزل” بالنسبة لي أكثر من مجرد حيّز مادي أو إطار تقليدي للأسرة، إنها البنية الرمزية التي تُمثّل جوهر الانتماء الإنساني، والملاذ الأصيل في مواجهة تشظيات العصر الرقمي. لقد أصبح من الجليّ أن هذا الفضاء الروحي يتعرّض لتآكل تدريجي بفعل تمدّد العالم الافتراضي، حيث تُختزل العلاقات إلى إشعارات على شاشة، وتتراجع حرارة اللقاءات خلف برود الاتصال الرقمي.
المجموعة القصصية المنزل
وأضاف في تصريح خاص لـ”الدستور”:” الدافع الرئيس لهذا المشروع ينبع من حنينٍ واعٍ، لا إلى الماضي فحسب، بل إلى منظومة قيم كانت تمنح الإنسان بوصلة وجوده. كنتُ مشغولًا بتلك التفاصيل التي بدت عابرة في ظاهرها، لكنها في جوهرها تشكّل المكوّن الأساسي لذاكرتنا الجمعية: لحظات الألفة، أصوات الضحكات المتقاطعة، والقصص التي لا تُروى إلا حين تلتقي الأرواح تحت سقف واحد.هذا العمل ليس مجرد وقوف عند حافة النوستالجيا، بل هو فعل مقاومة ثقافية. إن الحاجة إلى “المنزل” بالمعنى الإنساني العميق لم تتلاشَ كما يُخيّل للبعض، بل تعمّقت تحت وطأة الحداثة الرقمية التي تعلي من شأن الفرد على حساب الجماعة. أردت أن أستحث الذاكرة الجمعية، وأقدّم للمتلقي نافذة يتأمل من خلالها ملامح دفءٍ إنساني يكاد يندثر. إنها محاولة لإعادة الاعتبار للعائلة، لا بوصفها وحدة اجتماعية فحسب، بل كمصدر جوهري للمعنى، وكملاذ تتكسر على أعتابه قسوة العزلة الحديثة.
دار العين للنشر والتوزيع
وكتبت دار العين على ظهر الغلاف تقول:” في هذه القصص البديعة للكاتب وليد خيري، تتحوّل الجدران إلى شاهدٍ على الحياة بكلّ تناقضاتها: الحنين والغضب، الذكريات والنسيان، الحضور والغياب. هذا الكتاب ليس مجرد مجموعة قصصية، بل هو مرآة تعكس تفاصيلنا اليومية المنسية – رائحة الفول على نار هادئة، صمت الغرف الضيقة، ضحكات تتدفّق من المطبخ، وهمسات تموت في زوايا الأبواب. خيري لا يُمجّد الحنين، بل يعيد تأثيثه بذكاء، حيث يتحوّل المنزل إلى كونٍ مصغّر: فيه تُخبَّأ حلوى الجدات، وتُعلَّق أحزان الأبناء على مشاجب الأبواب القديمة، ويطير الكلب الحزين، ويعود الأب من موته ليُعد الفطور حيث يظلُّ – حتى بعد رحيله – حاضرًا بقوة، ليس كسلطة، بل كظلٍّ دافئ يُحيط بالحكايات. في زمنٍ صارت فيه الشاشات جدراننا الوحيدة، يعيدنا هذا الكتاب إلى جوهر المنزل: ذلك المكان الذي يُمسك بنا حين ننهار. قصص تمسّ القلب ببراعة، وتُجبرك على البحث عن مفاتيح منزلك القديم، ربما لتجد هناك جزءًا من روحك ما زال ينتظر.
وليد خيري
أما عن وليد خيري فهو كاتب وسيناريست وعضو لجنة التعليم بالمجلس القومي للمراجعة، حصل على دراسات عليها في النقد والدراما.صدر له 5 كتب ما بين الرواية والقصة القصيرة والسيرة والدراسات النفسية، وكان آخر أعماله الدرامية مسلسل نقل عام قصة وسيناريو وحوار بطولة محمود حميدة واخراج عادل أديب.