عصمت النمر: لم أوافق على بيع مكتبتي، ومجموعتي التراثية ستظل في مصر.

عصمت النمر: لم أوافق على بيع مكتبتي، ومجموعتي التراثية ستظل في مصر.

قال الباحث في التراث الشعبي عصمت النمر، إنه امتلك مكتبة تضم ما يقرب من أربعة آلاف كتاب من أندر وأهم الكتب في مجاله، جمعها على مدار خمسين عاما. 

عصمت النمر: رفضت بيع مكتبتي ومقتنياتي التراثية ستبقى في مصر

وتابع النمر في تصريحات لـ«الدستور»، “كنت أذهب يوميا إلى سور الأزبكية، حتى أصبحت على علاقة صداقة قوية بالباعة هناك، خاصة حينما كان السور لا يزال موجودا أمام دار الأوبرا، ممتدا من المسرح القومي وحتى نهايته”. واستطرد: “للأسف لم أجد من أبنائي من يهتم بها أو يرغب في الاحتفاظ بها، مما جعل زوجتي تشعر بالضيق من الكم الكبير المتناثر في أرجاء البيت، فقررت في أحد الأيام، أثناء تواجدي بالقاهرة، أن تحضر سيارة كبيرة وتجمع فيها الكتب داخل كراتين وترسلها في بيت القرية، “قلت لنفسي في النهاية هم سيبيعونها بعد وفاتي، فليكن أن أبيعها الآن لمن يستفيد منها فعلا”.
وأوضح: بالرغم من ذلك رفضت عروضا عدة من أشخاص قدموا من دول الخليج، تحديدا من الإمارات وقطر والسعودية، كانوا راغبين في شراء مكتبتي، لكنني فضلت أن تبقى هذه الكتب في مصر، وقلت لنفسي: حتى لو اشتراها مصري وباعها لاحقا، يكفي أنه قد يهتم بها، أما هؤلاء فلا أعتقد أنهم مشغولون فعليا بقيمتها التراثية”.
وأشار النمر، إلى أنه باع جزءًا من مقتنياته لشاب سكندري وصفه بـ”الولد المجنون الظريف”، موضحا أنه يهتم بجمع التراث من شرائط الكاسيت والأسطوانات القديمة، ويكتب عنها، لكنه لا يتاجر بها، بل يشتري بدافع الحب والشغف.
رحلة عصمت النمر مع التراث لم تكن مجرد اقتناء، بل كانت حبًا حقيقيًا لذاكرة مصر الشعبية. ورغم ضياع مكتبته، بقي أثره شاهدًا على قيمة ما جمعه وحافظ عليه.