تعليقاً على إغلاق بعض قصور الثقافة: محمد رفيع يدعو لإعادة هيكلة ورصد الأصول والبنية التحتية

رغم تأكيدات وزير الثقافة، دكتور أحمد فؤاد هنو، بأن قرار إغلاق بعض مواقع قصور الثقافة، لأسباب وجيهة، منها أن هذه المواقع تخضع لقانون الإيجارات القديمة، وغيرها بمساحات ضيقة وأخري لا تعمل، إلا أن الوسط الثقافي يرفض القرار جملة وتفصيلا.وبينما انقسم المثقفين لفريقين، أحدهما يرفض لمجرد الرفض دون إبداء أسباب أو حتي تقديم مقترحات بحلول أو بدائل، هناك فريق آخر، يري أن سياقات العصر وأدواته تجاوزت فكرة قصور الثقافة، مع تغول وسائل الاتصالات والتواصل التي تتطور في وتيرة متسارعة علي مدار الساعة.ومن بين هذا الفريق الأخير، الكاتب السيناريست، محمد رفيع، والذي أكد في تصريحات لـ“الدستور”، علي أنه مع قرار غلق قصور الثقافة.
القرار يستهدف إعادة هيكلة رصد للأصول والبني التحتية
واستهل “رفيع” حديثه مشيرا إلى: يسود هذه الأيام في الوسط الثقافي اللغط حول قرار وزارة الثقافة إغلاق بعض قصور الثقافة والمكتبات في أماكن شتى من القطر المصري، وأنا أعرف أن هذه القرارات تدرس جيدا قبل تنفيذها وتكون ضمن خطة استراتيجية ورؤية شاملة فلا يستطيع من خارج دوائر اتخاذ القرار أن يعلق على القرار بشكل منفرد ودون النظر إلى الاستراتيجية الكبيرة ولقد شاهدت بنفسي خلال مشوار 30 عام بعض قصور الثقافة التي تحولت إلى مخازن أو موظفي الثقافة لبعض البيوت التي لا تعمل وتحتاج إلى صيانة يعملون في وظائف أخرى بدعوى أن ليس لديهم عمل أو إمكانيات.وتابع “رفيع”: أعكف هذه الأيام على كتابة، كتاب عن الثقافة المصرية، وعن وضع استراتيجية طويلة الأمد لها ومحاولة التفكير بآليات مختلفة فقد شهدنا مرارا وتكرارا الإنجازات الثقافية تحصر بشكل كمي، بمعنى كم قصر أنشأنا أو كم مسرح بغض النظر عن تأثير ذلك على الحي أو المنطقة التي يخدمها إن مزاج المصريين تغير في العقود السابقة وما عادت الآليات القديمة تجدي.
هل يستطيع الرافضين للقرار منع أولاده من استخدام الهواتف؟
أرى أن هذا قرار غلق بعض مواقع قصور الثقافة، ما هو إلا إعادة هيكلة وإعادة رصد للأصول والبني التحتية لوضع خطة شاملة تمتد لسنوات لإعادة فاعلية الثقافة موزعه على خريطة مصر بالشكل الذي تحتاجه هذه المناطق العبرة ليست بوجود قصر ثقافة تعقد فيه بعض ندوات التي يحضرها عدد قليل من الناس مجاملة لبعضهم بعض ولكن علينا أن نفكر بشكل آخر وهذا ما أحاول أن أصوره في كتابي فقد رأيت على سبيل المثال في دولة المغرب الندوات الأدبية تعقد في المدارس الثانوية وفي الجامعات بحضور الطلبة هذه الطريقة قد تكون أشد أثرا على الطالب من وجود قصر ثقافة مظلم لا يعمل ليس فيه الكفاءات التي تستطيع أن تديرها.ربما هذا الرأي مخالف لسواد المثقفين لكنه يبغي رفعة هذا الوطن بشكل حقيقي ويبغي الصدق مع الذات، فلا يستطيع أي مثقف أو مثقفة من الذين يعارضون ذلك أن يمنع أطفاله من استخدام الموبايل استخدام مفرطا، ولذلك علينا أن يكون لدينا حلول جديدة في التعامل مع النشء أو الأجيال الجديدة.