الدرع الأمريكي: كيف تتعامل إسرائيل مع العزلة الدولية بعد تحول الموقف الأوروبي؟

الدرع الأمريكي: كيف تتعامل إسرائيل مع العزلة الدولية بعد تحول الموقف الأوروبي؟

خلال الأيام الأخيرة،  كان هناك تحركات أوروبية ضد إسرائيل، حيث ندّد قادة بريطانيا وفرنسا وكندا، في بيان مشترك الأسبوع الماضي بتوسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، محذّرين من اتخاذ إجراءات ملموسة إضافية وعقوبات ضد إسرائيل، إذا لم توقف عملياتها وتنهِي القيود المفروضة على إدخال المساعدات الإنسانية، بحسب تقرير لصحيفة معاريف.وجاء في البيان: “لن نقف مكتوفي الأيدي، بينما تواصل حكومة بنيامين نتنياهو هذه الأفعال المشينة. إن مستوى المعاناة الإنسانية في غزة لا يطاق”، كذلك، اعتبر القادة أن إدخال كميات غذاء أساسية إلى القطاع لا يُعد كافيًا، ودانوا ما وصفوه بمنع إسرائيل إدخال المساعدات الضرورية، محذِّرين من أن هذا الفعل قد يشكل خرقًا للقانون الدولي الإنساني، فيما رحبت حماس بالبيان واعتبرته خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، وطالبت بتحويله إلى خطوات عملية تردع إسرائيل، وتضع حدًا للكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.وكما يبدو أن البيان أثر سريعًا، بحسب صحيفة معاريف، فقد وصل بريد إلكتروني من شركة بريطانية بصيغة باردة إلى إحدى جامعات البحث العلمي في إسرائيل، حيث تم إلغاء الاتفاقية لتوريد المعدات إلى مختبرات الجامعة.

نتنياهو: سنواصل الحرب

من جانبه، ردّ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على البيان الأوروبي المشترك فقال في بيان مصوّر صدر عنه، الليلة الماضية، إن هذه الدول تمنح الهجوم “الإرهابي”، الذي تعرضت له إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023، جائزة ضخمة، مضيفًا أن الدعوة إلى وقف الحرب وإقامة دولة فلسطينية تشجعان على ارتكاب مزيد من الفظائع، بحسب “يديعوت أحرونوت”.وأضاف نتنياهو: ” بدأت الحرب [على قطاع غزة] عندما اقتحم ’إرهابيو’ حماس حدودنا، وقتلوا 1200 مدني بريء، واختطفوا أكثر من 250 آخرين،” وأكد أن إسرائيل تتبنى رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، داعيًا قادة أوروبا إلى أن تحذو حذوه.وأكد نتنياهو أن الحرب يمكن أن تنتهي فورًا، إذا أُطلق سراح جميع المخطوفين، وتم نزع سلاح “حماس”، وجرى إبعاد قادتها من غزة. وختم بالقول: “لا يمكن لأيّ دولة أن تقبل أقلّ من ذلك، ومن المؤكد أن إسرائيل لن تقبل أقل من ذلك. إنها حرب حضارة ضد ’الهمجية’، وسنواصل الدفاع عن أنفسنا حتى تحقيق النصر الكامل.”

الحاجز الأمريكي

وفي هذا السياق، قال آدم بوهلر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون المخطوفين، إن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل دائمًا، وعلى القادة الأوروبيين التفكير مليًا قبل توجيه الانتقادات، وهو ما يتعارض نسبيًا مع ما تردد مؤخرًا أن الإدارة الأمريكية لديها خلاف مع نتنياهو حول توسيع الحرب في غزة، وأن ترامب قد أصابه الملل من نتنياهو.وبحسب الكاتب شموئيل روزنر وما ورد في مقاله المنشور بصحيفة معاريف، فإن إسرائيل تقف عند مفترق طرق خطِر، وإذا اختارت المفترق الخطأ، فستخرج مضروبة، وفي العديد من دول العالم، هناك مَن ينتظر الفرصة لتوجيه ضربة إليها باستخدام أدوات لم تُستخدم حتى الآن: أدوات العقوبات، والحظر، والنبذ: والتي سيشعر بها كلّ إسرائيلي سريعًا في محفظته، وفي خطط سفره، وفي قدرته على ممارسة الأعمال.وأكد أن هناك دولة واحدة فقط تفصل بين إسرائيل وبين الدخول إلى هذا المفترق، وهي الولايات المتحدة. ما دام الحاجز الأميركي قائمًا بين إسرائيل وبقية العالم، يمكن الاستمرار في سياسة التجاهل الجزئي والتحدي الجزئي تجاه التحذيرات القادمة من أوروبا، أو كندا.لكنه أشار أيضا أن الدعم الأمريكي يبدو اليوم أقل استقرارًا مما كان عليه في السابق، فالبيت الأبيض يلمّح إلى أن نهاية الحرب يجب أن تكون قريبة. وإذا أراد تقريبها، فلن يحتاج إلى فعل أمور كثيرة، فقط عليه رفع الحاجز، وترك بقية العالم يقوم “بالعمل القذر” في مواجهة إسرائيل، حسب وصفه.