الرطوبة ودرجة الحرارة وتأثيرهما على الجلد والصحة النفسية

تشكل موجات الحرارة المرتفعة تحديًا صحيًا متزايدًا يؤثر ليس فقط على الجسم، بل يمتد أثره ليشمل الصحة النفسية، إذ تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى مشاكل صحية خطيرة مثل الإنهاك الحراري، وضربة الشمس، إضافة إلى مضاعفات صحية أخرى كالجلطات الدماغية والنوبات القلبية.
العلاقة بين الأمراض العقلية وارتفاع درجات الحرارة
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية هم الأكثر عرضة لمخاطر موجات الحرارة، حيث تؤثر التغيرات الحرارية على وظائف الدماغ مسببة تفاقم أعراضهم، وأظهرت الدراسات أن هؤلاء المرضى يواجهون خطرًا أكبر بالإصابة بمضاعفات صحية جسدية ونفسية مرتبطة بالحرارة المرتفعة. كما ارتبطت موجات الحرارة بزيادة السلوك العدواني ومعدلات العنف، فضلًا عن تزايد حالات الاستشفاء الطارئ بسبب مضاعفات الصحة العقلية، مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات الانتحار خلال هذه الفترات.
تأثير تلوث الهواء المرتبط بالحرارة والرطوبة على الصحة النفسية
لا يمكن فصل آثار موجات الحر عن تلوث الهواء، الذي يتفاقم خلال فصول الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الرطوبة، يأتي معظم تلوث الهواء من حرق الوقود الأحفوري، حيث ينتقل الجسيمات السامة عبر مجرى الدم وصولا إلى الدماغ، ما يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية وظهور التهابات مزمنة تؤثر بشكل سلبي على الصحة العقلية.
الأمراض المعدية والرطوبة المرتفعة وتأثيرها النفسي
تعمل درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة على توفير بيئة مثالية لتكاثر وانتشار الأمراض المعدية مثل الملاريا وحمى الضنك وأمراض أخرى، تؤدي هذه الأمراض، بالإضافة إلى مضاعفاتها الصحية التي قد تستدعي علاجا طويل الأمد أو الاستشفاء، إلى زيادة الضغط النفسي، مما يؤثر سلبا على الحالة النفسية للمصابين وأسرهم، فقدان أحد الأحبة نتيجة الأمراض المرتبطة بالحرارة والرطوبة يضيف عبئا نفسيا إضافيا يعزز من تفاقم اضطرابات القلق والاكتئاب.
تأثيرات الحرارة والرطوبة على البشرة
إلى جانب التأثيرات الصحية والنفسية، يتعرض الجلد لضغوط كبيرة خلال فترات ارتفاع الحرارة والرطوبة، الرطوبة المرتفعة تؤدي إلى زيادة تعرق الجلد، ما قد يسبب التهابات جلدية، وتهيج البشرة، ويزيد من فرص الإصابة بالفطريات والبكتيريا، من جهة أخرى، تؤدي الحرارة الشديدة إلى جفاف الجلد مع التعرض المفرط للشمس، ما يسرع من شيخوخة الجلد ويزيد من خطر الحروق الشمسية.