احتفاءً باليوم العالمي لمكافحة التدخين: طرق مساعدة المدخنين على الإقلاع عن السجائر

في الحادي والثلاثين من مايو من كل عام، تحتفل منظمة الصحة العالمية باليوم العالمي للإقلاع عن التدخين، بهدف تسليط الضوء على مخاطر التدخين الضارة، وتشجيع الملايين حول العالم على اتخاذ الخطوة الأولى نحو التحرر من التبغ والنيكوتين. وفي هذه المناسبة، تواصلت “الدستور” مع أطباء لوضع روشتة علاج لمساعدة المدخنين على ترك السجائر، فضلًا عن الحديث مع اثنين من المدخنين اللذان استطاعا بالفعل الإقلاع عن السجائر لمعرفة كيف فعلوا ذلك؟ وكيف استطاعوا مقاومة رغبتهم في التدخين؟
قوة الإرادة تبدأ من الفهم
الإقلاع عن التدخين لا يعتمد فقط على الرغبة، بل يحتاج إلى وعي حقيقي وفهم لسلوكيات الإدمان، فالشخص المدخن لا يواجه مجرد عادة، بل نمطًا من الاعتمادية النفسية والجسدية، ولهذا فإن أولى خطوات الإقلاع تبدأ باتخاذ قرار حاسم بالتحرر من السجائر، مدفوعًا برغبة داخلية نابعة من الذات، وليس فقط من ضغوط خارجية كالنصائح الطبية أو الأعراض الصحية، هذا ما أكده الدكتور على بهنسي، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان وطب نفس الأطفال، للدستور.
التعامل مع التدخين
يُعد التدخين من أخطر العادات التي تؤثر على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، وقد بيّن استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان وطب نفس الأطفال، أن التعامل مع التدخين يجب أن يكون من منطلق كونه نوعًا من أنواع الإدمان، لا مجرد عادة مكتسبة يمكن التخلي عنها بسهولة.
أولى الخطوات: اتخاذ القرار
أوضح (بهنسي) أن الإقلاع عن التدخين لا يعتمد فقط على وجود محفزات خارجية مثل تدهور الحالة الصحية أو نصيحة الطبيب، بل لابد أن ينبع القرار من الداخل، فيجب على الشخص أن يقرر التخلي عن “شخصيته الإدمانية” والبدء في حياة جديدة خالية من التبغ، فالمسألة ليست عزيمة لحظية، بل التزام يومي مستمر بتجديد القرار ومقاومة الرجوع إلى هذه العادة.
خطأ شائع: تقليل التدخين ليس حلًا
يحذر استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان من الاعتقاد من أن قرار المدخن بالإقلاع عن التدخين بشكل تدريجي من خلال تقليل عدد السجائر اليومية أو استبدالها بوسائل أخرى مثل “الفيب” معتقدًا أن هذا أسلوب ناجح للإقلاع عن التدخين، مؤكدًا أن هذه الطريقة تُعرف بما يسمى “الإدمان المتقاطع ” (Cross Addiction)، حيث يستبدل الشخص مادة إدمانية بأخرى، ثم يعود إلى مادته الأصلية بعد فترة قصيرة، لذلك، يجب أن يكون القرار نهائيًا وحاسمًا: “لن أدخن مرة أخرى”.

التعامل مع أعراض الانسحاب
أكد (بهنسي) على أنه من الطبيعي أن يمر الجسم بمجموعة من التغيرات عند التوقف عن التدخين، هذه الأعراض تُعرف بأعراض الانسحاب، وهي أعراض جسدية وفيزيائية وتستمر من خمسة أيام إلى عشرة أيام تقريبًا. وتشمل:اضطراب في المزاجزيادة في النومضعف في التركيزرغبة في الأكل بشكل مفرطثم تبدأ الأعراض النفسية وهي رغبة الفرد في التدخين عندما يتعرض لمشاكل في العمل أو توتر، ورغم صعوبتها، فإن هذه الأعراض مؤقتة، ويمكن تجاوزها بالصبر والدعم النفسي المناسب.
استراتيجية “الأربعة ألف”: السيطرة على المحفزات
لتجنب الانتكاس، يشدد استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان على أهمية تجنب أربعة عناصر رئيسية تبدأ بحرف “الألف”، وهي:الأماكن: مثل المقاهي أو الأماكن التي ارتبط فيها الشخص بتدخين السجائر.الأشخاص: من يقدمون السجائر أو يضغطون بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.الأوقات: مثل بعد تناول الطعام، أو أثناء الجلوس مع الأصدقاء، أو في أوقات الفراغ.الأشياء: مثل الولاعات، علب السجائر، أو أي أدوات تذكّر بالتدخين.يساعد الابتعاد عن هذه العناصر بشكل كبير على تقليل الرغبة الملحة في التدخين.
أهمية الدعم الاجتماعي وتجديد القرار
وفي ختام حديثه مع الدستور أكد الدكتور علي بهنسي، أن الدعم النفسي والاجتماعي لا يقل أهمية عن القرار الذاتي، فعلى المحيطين بالشخص المدخن أن يشجعوه ويحتفلوا معه بالإنجازات الصغيرة، كما أن تجديد القرار يوميًا بأن “اليوم لن أدخن” يعزز الالتزام ويوفر دافعًا قويًا للاستمرار.

أغذية ومشروبات تساهم في إزالة السموم وتقوية المناعة
يُعد دعم الجسم بالعناصر الغذائية المناسبة خطوة أساسية في التخلص من السموم وتقوية جهاز المناعة للإقلاع عن التدخين، وقد تحدثت الدستور مع الدكتور محمد حلمي، استشاري التغذية العلاجية ورئيس الجمعية المصرية الدولية للتغذية والسمنة Eisno والذي قدم قائمة بأبرز الأغذية والمشروبات التي تلعب دورًا فعّالًا في هذا السياق والتي جاءت على النحو التالي:
أولًا: أغذية تساهم في إزالة السموم وتقوية المناعة
الكركديه
يُعد الكركديه مضادًا للأكسدة، ويساعد في تطهير الكبد من السموم ويهدئ الأعصاب.
المكسرات
مثل الجوز واللوز والبندق، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن الداعمة للمناعة وتحسين المزاج.
الشوكولاتة الداكنة (70% أو أكثر)
تعمل الشوكولاتة الداكنة على تحفيز إفراز هرمونات السعادة.
الأفوكادو
يعتبر الأفوكادو غني بالدهون الصحية فهو مصدر ممتاز لفيتامين B والبوتاسيوم، والتي تعزز المزاج وتقلل التوتر.
الموز
الموز غني بالبوتاسيوم، كما أنه يحتوي على فيتامين B الذي يساعد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
ثانيًا: مشروبات مهدئة ومنقّية
شاي الماتيشا.الليمون الدافئ بالعسل.النعناع والبابونج.عصير الجزر بالبرتقال.اللبن الرايب.
حديث الدستور مع نماذج من المٌقلعين عن التدخين
تحدثت “الدستور” أيضًا مع اثنين من المدخنين الذين استطاعوا الإقلاع عن السجائر حيث قال عيد علي (60 عامًا)، أحد المقلعين عن التدخين، والذي أكد لـ”الدستور” أنه أقلع عن شرب السجائر منذ عامين ونصف، مشيرًا إلى ارتفاع أسعارها وندرة توافرها في الأسواق كان محفزًا قويًا له للإقلاع عنها خاصة بعد شعوره بالإجهاد الشديد والتعب من أقل مجهود، فاتخذ القرار بإقلاعه التام عن التدخين وعدم العودة إليه مرة أخرى، موضحًا بأن قرار الإقلاع عن التدخين يحتاج إلى عزيمة لضمان عدم العودة إليها مرة أخرى. كما أوضح أنه كان يواجه الأعراض الانسحابية بالخروج من المنزل واستنشاق الهواء النظيف وتناول المكسرات عوضًا عن السجائر.وفي حديث آخر مع محمد هاني (42 عامًا)، وهو أحد المقلعين عن التدخين أيضًا، فقد أشار إلى سعادته الغامرة باتخاذ قرار الإقلاع عن التدخين والنجاح فيه، حيث أنه أقلع تمامًا عن تلك العادة منذ خمسة أعوام، موضحًا بأنه استبدل التدخين بممارسة الرياضة وتناول اللب ومضغ العلقة، حيث أنه كان يكره شعوره بأنه أسيرًا للسجائر ولا يستطيع التخلي عنها إذ أنه كان يتناول من علبتين إلى 3 علب يوميًا، لكنه الآن يشعر بتحسن في حالته الصحية والنفسية بمجرد ابتعاده عن تلك العادة.