مرسى جميل عزيز يتحدث عن أغنية “يامه القمر ع الباب”: كان هناك حب متبادل بيننا.

تحدث الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز عن قصة أغنية “يامه القمر ع الباب” والتي غنتها الفنانة فايزة أحمد وقام بتلحينها الموسيقار محمد الموجي.
حكاية أغنية يامه القمر ع الباب
وقال مرسي جميل عزيز: “أنا فلاح عشت طول عمرى في الريف فتطبعت بعاداته وتقاليده، وتشبعت بحياته وبساطته وطبيعته، وكانت لهذه البيئة الفضل الكبير في اتجاهي لتأليف الأغاني الشعبية وما أغنية “يامه القمر” إلا تصوير وايضاح، لحياة البنت الريفية وسط تقاليد الفلاحين وليس فيها خروج على العرف، كما قال البعض، وهى إن كان فيها خروج، فهو خروج على عرف الأغاني، لا على العرف الاجتماعي”.واكمل:” “يامه القمر ع الباب” تروي قصة فتاة ريفية أحبت، ولكنها تخشى أن تبوح بسر حبها، فتحاول أن تشرك أمها في مشكلة قلبها، في خجل وكسوف، والبنت بوصفها لحبيبها أو خطيبها بأنه “قمر” انما توضح مقدار شوقها له ورغبتها فيه، وفي نفس الوقت، العاطفة متبادلة بينها وبين الشاب، وهناك تجاوب كبير بينهما فهو يعبر عن حبه لها بوصف محاسنها وجمالها متغزلا في عيونها وحدودها بالمواويل والأغاني، الحبيبة الى قلوب العذارى، ثم ان القصة تستمر تروى في حرص رغبة الخطيب الصادقة في دخول البيت بنية سليمة وقصد نبيل، فلم يلجا إلى الشباك، بل توجه يطرق الباب، وهو الطريق الطبيعي الصحيح للزواج، فليس فيها خروج عن العادات والتقاليد في الريف.
مرسي جميل عزيز
وواصل مرسي جميل عزيز: “عندما طلب منى الأستاذ حسين فوزي، وضع أغنيات لفيلمه الجديد عدت الى الزقازيق، واتجه تفكيري إلى تكملة حدوتة مال الهوى يامه، التي ضمنتها الروح المصرية على جو رومانسي وفكرت أن أخفف من الرومانسية الى حد ما، وأبين الشعبية أكثر، وظللت الليلة الأولى دون أن أكتب كلمة واحدة، وفي الليلة الثانية، ظللت حتى العاشرة مساء دون أن أخط حوفا واحدا، وخطر خاطر في رأسي، فلبست ملابسي، ونزلت الى الحقول، وهناك بجوار احدى السواقي جلست وعدت بحياتي الى الوراء، عندما كنت أقضى معظم يومي في الحقول، استمع إلى الاغنيات الريفية الجميلة، وقفزت الى ذهني هذه الأغنية.. فايت على بابنا… عنيه لقلتنا.. حنكه يمص القصب… قصده يحدتنا”.وتابع: “واختمرت في رأسي فكرة الاغنية، وكتبت المطلع، وعدت الى المنزل، وأسرعت بالاتصال بمحمد الموجي في القاهرة، وألقيت على أسماعه ما كتبت وأبديت له مخاوفي من كلمة “يامه”، فأخبرني أنه سيقوم بعمل جو ثاني لهذه الكلمة حتى تكون بعيدة تماما عن “يامه” التي في أغنية “مال الهوى يامه “، وطلب منى أن أكمل الكلام وسيقوم هو بتلحين كل ما أمليه عليه، ولم تمض نصف ساعة حتى اتصل بي الموجي وأسمعني وأسمعته الكوبليه الاول، ثم المذهب، اتصل بي، وأسمعني لحن الكوبليه، وأسمعته، وفي الكوبليه الثاني، ثم الكوبليه الثالث وفي اليوم التالى كنت فى القاهرة، استمع إلى فايزة أحمد تردد الأغنية كاملة وفي معهد الموسيقى قابلت محمد الموجي، وروى لى قصة النغمات فقال: “عندما أخبرني الاستاذ حسين فوزي، بأن فايزة أحمد هي المطربة التي ستقوم بأداء جميع أغنيات الفيلم، اشترطت أن يكون مرسى أحد مؤلفي أغاني الفيلم، ولما تم الاتفاق على ذلك اتصلت بمرسى فى الزقازيق. وطلبت منه الحضور على الفور”.واستطرد: “وبعد اتفاقه مع الاستاذ حسين فوزى عاد الى الزقازيق بعد أن وعد بالاتصال بي في أقرب وقت، وفى حوالى الساعة ١١ مساء اتصل بي وأسمعنى المطلع وقال انه مش عاجبه وخايف من التشابه في كلمة « يامه »، ولكنني أكدت له ان الكلام هايل ومدهش وأسرعت بإقفال السكة قبل أن يرد مرسى: وأخذت أدندن على العود وعدت بحياتى الى الوراء”.واختتم: إن هذا الكلام الذى كتبه مرسي ينطبق تماما على ما كان يحدث بيني وبين البنت الفلاحة التي كانت تحضر لنا الماء، فقد كنت أحبها وتحيني، ولكننا كنا بعيدين عن بعض بسبب تقاليد الريف وتذكرت هذه النغمات الرقيقة التي كنت أخرجها من “عود البرسيم “، عندما كانت تردد هذه الاغنية في ذهابها وايابها والتي تقول فيها.. بس قولوا لأمی طب وأنا مالى طيب يا غزالیقاللي عايز بوسة… قولتله دهده طيب يا غزالی