طاهر المعتصم لـ”الدستور”: تراجع الخدمات الصحية الزراعية يشكل خطرًا على السودانيين

طاهر المعتصم لـ”الدستور”: تراجع الخدمات الصحية الزراعية يشكل خطرًا على السودانيين

قال الكاتب الصحفي السوداني طاهر المعتصم، إن الأوضاع الإنسانية والخدمية في ولاية الجزيرة تشهد تدهورًا خطيرًا، مع تفاقم معاناة السكان في ظل الانقطاع شبه الكامل للكهرباء وتراجع خدمات المياه والوقود، وهو ما ينذر بأزمة زراعية وصحية وشيكة في واحدة من أهم الولايات المنتجة في السودان.وأوضح المعتصم، في تصريحات لـ”الدستور”، أن التيار الكهربائي لا يتوفر إلا لثلاث ساعات فقط في اليوم، وهي فترة لا تكفي لتلبية الحاجات الأساسية، مثل شحن الهواتف أو تبريد المياه والأدوية المنقذة للحياة.

المشروع الزراعي في السودان بات مهددا 

وأضاف: “الأصعب من ذلك أن الموسم الزراعي الصيفي سيبدأ في يونيو المقبل، ومع غياب الوقود وغياب الخدمات الأساسية، فإن مشروع الجزيرة الذي يعد أكبر مشروع زراعي في البلاد بات مهددًا”.وأشار إلى أن مشروع الجزيرة يمتد على أكثر من مليوني فدان، ويُعتبر المصدر الرئيسي لمحاصيل القمح، الذرة، والقطن وهي محاصيل حيوية للاستهلاك المحلي والتصدير، ولكن في ظل انعدام الكهرباء، نقص الجازولين، وتعطل البنوك الزراعية، فإن المزارعين يجدون صعوبات متزايدة في الاستعداد للموسم الزراعي.كما حذّر المعتصم من أن استمرار هذا الوضع، إلى جانب النزوح العكسي نحو الجزيرة بسبب المعارك في ولايات أخرى، قد يؤدي إلى كارثة غذائية حقيقية خلال الأشهر المقبلة.وفيما يخص الأوضاع الصحية، أكد المعتصم أن مدينة أم درمان، إحدى مدن العاصمة الخرطوم، تواجه تحديات خطيرة بسبب دمار البنية التحتية، مما دفع بعض السكان إلى استخدام مياه النيل مباشرة، بعد تعطل محطات المياه والكهرباء.وأوضح أن ذلك أدى إلى ظهور حالات كوليرا وأمراض أخرى، في وقت تبذل فيه الجهات المحلية جهودًا محدودة لإعادة التيار الكهربائي وتحسين الأوضاع، داعيًا إلى تدخل عاجل من الحكومة والجهات الإنسانية لتفادي كارثة صحية محتملة.وختم المعتصم تصريحه بالقول إن ما يجري في الجزيرة وأم درمان يعكس حجم التحديات التي تواجه السودان حاليًا، وضرورة التحرك السريع لتدارك الموقف قبل تفاقمه.