بعد الضغوط الأمريكية على إسرائيل.. هل ستتحقق تقدم في محادثات الهدنة في غزة؟

بعد الضغوط الأمريكية على إسرائيل.. هل ستتحقق تقدم في محادثات الهدنة في غزة؟

كشفت تقارير عبرية عن اقتراب انفراجة في مفاوضات الهدنة في غزة وتحرير المحتجزين، مدعومة بإشارات تفاؤل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حتى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي غالبًا ما يتحلى بالحذر، بدا للحظة متفائلًا مساء الأمس، قبل أن يتراجع ويعيد التأكيد على أمله بالتوصل إلى نتائج، وعلى الرغم من النهج المتذبذب والمتناقض الذي ينتهجه نتنياهو، يبدو أن هناك أخيرًا بارقة أمل لتحرك إيجابي حقيقي.وأكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أنه على مدار الشهرين الماضيين، ومنذ استئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية في قطاع غزة في 18 مارس، تحطمت العديد من الآمال بتحقيق تقدم في ملف المحتجزين. وتابعت أن هذه المرة، من الممكن القول بحذر إن هناك جهودًا أمريكية متجددة تهدف إلى إعادة الزخم إلى المفاوضات، حتى وإن كانت المباحثات الحالية تدور حول اتفاق يتم تنفيذه على مرحلتين. 

والاتجاه بات واضحًا وهو ترامب يسعى إلى إنهاء الحرب، وإن تمكن من فرض اتفاق جزئي يشمل إطلاق نصف المحتحزين، فإنه سيواصل الدفع نحو استكمال الصفقة لاحقًا. من جانبها، تطالب حماس بضمانات واضحة من الرئيس الأمريكي ومبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، تؤكد التزام واشنطن بذلك، قبل أن توافق على أي اتفاق.

صور شهداء غزة تثير غضب ترامب

وأشارت الصحيفة إلى أن صور نقل الشهداء الفلسطينيين في خان يونس الأسبوع الماضي تركت أثرًا كبيرًا في البيت الأبيض، إذ بات الرئيس الأمريكي مستاءً من تكرار هذه المشاهد. وخلال حديث مع الصحفيين في ولاية نيوجيرسي فجر الأمس، صرح ترامب قائلًا إن الولايات المتحدة تريد أن ترى ما إذا كان بالإمكان إيقاف الحرب في غزة، مضيفًا أنه تحدث مع الإسرائيليين ويسعى لوقف هذا الوضع بأسرع وقت ممكن. كما عبّر عن تفاؤل مشابه بشأن المفاوضات الأمريكية مع إيران بخصوص برنامجها النووي، مؤكدًا أن المحادثات كانت جيدة جدًا، وأنه يعتقد أن أخبارًا إيجابية قد تصدر قريبًا في هذا الملف أيضًا.

ضغوط ترامب على نتنياهو

وأشارت الصحيفة إلى أنه بينما تبدو هذه التصريحات منسجمة مع أسلوب ترامب المعتاد في عدم تقديم التزامات واضحة، إلا أن فحواها يبدو موجّهًا تحديدًا إلى شخص واحد: بنيامين نتنياهو، إذ يسعى الرئيس الأمريكي إلى إغلاق ملف الاتفاق النووي مع إيران وإنهاء الحرب في غزة، وهو لا يريد من نتنياهو أن يعترض طريقه في أي من المسارين. وتابعت أن نتنياهو رضخ لضغوط ترامب مطلع الأسبوع الماضي بعد موافقته على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة للمرة الأولى منذ شهريت.وأضافت أن قرار نتنياهو جاء في ظل موجة انتقادات دولية شديدة لإسرائيل واتهامها بتجويع الفلسطنيين عمدًا، بالإضافة إلى انتشار صور الأطفال الفلسطينيين الشهداء جراء قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عندها أعلن ترامب علنًا أن الولايات المتحدة لن تسمح بحدوث مجاعة في غزة. اعتبر مراقبون أن هذه الخطوة فتحت الباب أمام ضغوط أمريكية إضافية قد تُمارس على تل أبيب بخصوص صفقة المحتجزين.وأضافت أنه منذ ساعات الصباح الأول لأمس الاثنين، بدأ ترامب يلمح إلى إمكانية تحقيق تقدم في هذا الملف، وسرعان ما تسربت تفاصيل إلى قنوات إعلامية عربية، يُعتقد أنها جاءت من مصادر أمريكية، حول الإطار العام المقترح: إطلاق نصف عدد المحتجزين الأحياء، وعددهم عشرة، خلال فترة تمتد من 60 إلى 70 يومًا من وقف إطلاق النار، إلى جانب إعادة عدد من جثامين القتلى الإسرائيليين. كما تضمنت التسريبات مطالب حماس بالحصول على ضمانات أمريكية متعددة، من بينها مصافحة علنية بين المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف وخليل الحية، القيادي البارز في حماس والمقيم حاليًا في الدوحة، والذي يُعتبر الرجل الثاني في القيادة الخارجية للحركة.