خطوتان نحو الذكاء الاصطناعي

خطوتان نحو الذكاء الاصطناعي

تعزيزًا لجهود الدولة فى إعداد الكفاءات المتخصصة فى مجال الذكاء الاصطناعى، قامت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، خلال فعاليات «منتدى قادة السياسات بين مصر والولايات المتحدة»، بتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة «IBM» للتعاون فى تعزيز الاستخدام المسئول للتكنولوجيا، وتدريب وتأهيل ٢٠ ألف متدرب سنويًا، بإجمالى ١٠٠ ألف متدرب، خلال ٥ سنوات، إضافة إلى الإعلان عن مبادرة لتسريع تبنى الذكاء الاصطناعى فى القطاعات الحيوية وتمكين مصر من الريادة فى تطبيق تقنياته.تنص مذكرة التفاهم على توفير تدريب متخصص من خلال منصة «IBM Skills Build»، وهى منصة تعليمية مجانية تهدف إلى تسهيل الوصول إلى المهارات التقنية والمهنية المطلوبة فى سوق العمل المستقبلية من خلال مسارات تعليمية تأسيسية، ومتقدمة، تمنح المتدربين شهادات اعتماد رقمية معترفًا بها دوليًا، فى الذكاء الاصطناعى، والحوسبة الكمية، وأيضًا فى مجالات عالية الطلب مثل علوم البيانات والأمن السيبرانى. كما تنص مذكرة التفاهم، أيضًا، على أن تسهم شركة «IBM» فى تبادل المعرفة والخبرات ونقل أفضل الممارسات العالمية، بشأن أحدث توجهات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وتطبيقاتها المتقدمة فى مختلف القطاعات، و… و… وتعزيز الوعى بالميثاق المصرى للذكاء الاصطناعى المسئول.شرائح متعددة، تستهدفها البرامج التدريبية، التى تقدمها المنصة، تشمل الطلاب والمهنيين والباحثين عن فرص عمل، مع توفير الموارد المتخصصة للإرشاد المهنى، وتأهيل المسارات الوظيفية، وتعزيز الممارسات والاستخدامات المسئولة، وتحقيق التوازن بين الابتكار والاعتبارات الأخلاقية. ومن الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عرفنا أن الوزارة ستدعم هذا التعاون بإتاحة أماكن التدريب، وتنسيق اختيار المجموعات والأفراد المؤهلين، مثل المواهب الشابة، وموظفى القطاعين العام والخاص، والفنيين والخبراء والمطورين، الذين سيشاركون فى ورش العمل والبرامج التدريبية، مع دمج أنشطة شركة «IBM» فى الفعاليات الوطنية الرئيسية ذات الصلة بهذا المجال. كما أشار الوزير إلى أن هذا التعاون يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف محورى لـ«الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى»، ويأتى فى إطار حرص الوزارة على إقامة شراكات استراتيجية مع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية، للاستفادة من خبراتها فى خلق الكوادر اللازمة لمواكبة التطورات وتلبية متطلبات سوق العمل.هذا عن الخطوة الأولى، أو مذكرة التفاهم، التى قام بتوقيعها المهندس رأفت هندى، نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمى، والمهندسة مروة عباس، المدير العام لشركة «IBM» بشمال شرق إفريقيا. أما المبادرة، التى تستهدف تسريع تبنى الذكاء الاصطناعى فى القطاعات الحيوية، وتمكين مصر من الريادة فى تطبيق تقنياته، فمن المقرر أن يتم تنفيذها بالتعاون بين وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والوزارات المعنية، وغرفة التجارة الأمريكية فى مصر، ومجلس الأعمال المصرى الأمريكى، وشركات التكنولوجيا الأمريكية، المهتمة بالذكاء الاصطناعى.محاور عمل المبادرة تتضمن التعاون فى دعم الشركات الناشئة، من خلال توفير التمويل والتوجيه والتشبيك مع المستثمرين، بالإضافة إلى تشجيع الابتكار فى مجال الذكاء الاصطناعى ودمجه فى المناهج التعليمية، وبناء القدرات، سواء بإعداد وتطوير برامج تدريبية، أو بتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص فى تنفيذ مشروعات تجريبية مشتركة ومتابعة نتائجها، أو بعقد شراكات مع مختلف القطاعات لطرح وتطوير حلول مبتكرة. كما تعنى المبادرة، كذلك، بتنظيم حملات للتوعية بمزايا ومخاطر الذكاء الاصطناعى، وحوكمته، عبر تنظيم منتديات وورش عمل لوضع أطر أخلاقية وتنظيمية لاستخدامه… وتبقى الإشارة إلى أن ترتيب مصر بمؤشر «جاهزية الحكومة فى الذكاء الاصطناعى»، الصادر عن البنك الدولى، قفز ٤٦ مركزًا خلال السنوات الخمس الماضية. وقد تكون الإشارة مهمة، كذلك، إلى أن «الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعى»، التى تم إطلاق نسختها الأولى سنة ٢٠١٩، وجرى إطلاق نسختها الثانية فى يناير الماضى، ترتكز على ستة محاور رئيسية، تبدأ بالحوكمة، لضمان الاستخدام الأخلاقى والمسئول ومعالجة قضايا الشفافية وحماية الخصوصية، وتنتهى بتنمية المهارات، عبر برامج التدريب وبناء القدرات، لتوسيع قاعدة المهارات والكفاءات والخبرات المحلية فى هذا المجال.