رسالة طمأنينة من مكة: لا توجد شكاوى أو إصابات، والالتزام بقواعد الحج السياحي صارم.

مع اقتراب لحظة الوقوف بعرفة، ومن قلب الأراضي المقدسة، تتصاعد الاستعدادات داخل بعثة الحج السياحي المصرية التي أعلنت اليوم حالة الطوارئ القصوى وذلك لضمان موسم حج استثنائي يليق بضيوف الرحمن من حجاج السياحة المصريين.ومن داخل مقر البعثة المصرية للحج السياحي بمنطقة أجياد المركزية، تتوالى الاجتماعات والتقارير الدورية لعرض الموقف أولًا بأول على وزير السياحة والآثار شريف فتحي، الذي يوجه ويتابع بنفسه كافة التفاصيل.
طوارئ في بعثة الحج السياحي غرفة عمليات رئيسية و٢١ لجنة فرعية تعمل ٢٤ ساعة
ووفقا للجنة العليا للحج حتى اللحظة، لم يتم رصد أي شكاوى أو حالات مرضية أو وفيات، وهو ما يعكس حجم الجهد المبذول، ودقة التخطيط والتنفيذ، وسط تأكيدات بأن العمل سيستمر بنفس القوة حتى انتهاء المناسك وعودة آخر فوج من الحجاج إلى أرض الوطنالسياحة: نضرب بيد من حديد ضد المخالفين.. وخدمات استثنائية للجميعومن جهته أكد شريف فتحي، وزير السياحة والآثار، أن “خدمة الحجاج شرف لا يقبل التهاون”، وأن مصر ستظل نموذجًا يُحتذى به في إدارة وتنظيم الحج السياحي بأعلى درجات الكفاءة والانضباط، مؤكدا أن الوزارة تتبنى سياسة حازمة في متابعة التزام الشركات المنظمة للحج، حيث يتم تطبيق الرقابة الدقيقة على مدار الساعة، واتخاذ إجراءات صارمة ضد أي مخالفات، حرصًا على سلامة وكرامة الحجاج المصريين.وأكدت سامية سامي، مساعد الوزير ورئيسة بعثة الحج السياحي، أن الوزارة “تضرب بيد من حديد” ضد أي شركة تتجاوز الضوابط المنظمة للموسم، مشيرة إلى أن الرقابة الفعلية تبدأ من لحظة مغادرة الحاج للأراضي المصرية وحتى عودته سالمًا.
وأضافت أن البعثة تواصل عملها على مدار الساعة لمتابعة أدق التفاصيل المرتبطة بتجهيزات المخيمات في مشعري منى وعرفات، بما يشمل أماكن المبيت، ودورات المياه، والخدمات الصحية، وكافة المرافق الحيوية، وذلك لضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن. وأكدت أن خطة تفويج الحجاج إلى المشاعر المقدسة تم إعدادها بعناية فائقة، وتقوم على آليات دقيقة وجداول زمنية مدروسة، بما يضمن تحقيق أعلى معدلات الانسيابية والمرونة في حركة الحافلات وانتقال الحجاج بين مكة ومنى وعرفات، وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات السعودية المختصة، تجنبًا لأي ازدحام أو تأخير قد يؤثر على راحة الحجاج أو انتظام المناسك. وأوضحت أن بعثة الحج السياحي وضعت خطة عمل ميدانية متكاملة يشرف على تنفيذها طاقم فني وإداري مكوّن من 120 عضوًا تابعين للجنة الفنية، موزعين على جميع المخيمات في عرفة، بحيث يشرف على كل مخيم نحو 15 موظفًا من الوزارة، لتقديم الدعم المباشر والمتواصل لأكثر من 41 ألف حاج، يمثلون نسبة 52% من إجمالي الحجاج المصريين لهذا العام، وهو ما يعكس حجم المسؤولية التي تضطلع بها البعثة، وحرص الدولة المصرية على تقديم أفضل خدمة ممكنة لحجاج السياحة.وأشارت إلى أن اللجان الفنية نفذت جولات ميدانية موسعة داخل المخيمات، للوقوف على مدى جاهزيتها ومدى مطابقتها للمعايير المعتمدة من قبل وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، لافتة إلى أن كافة الاستعدادات تمت بدقة متناهية، وشملت تهيئة البنية التحتية وتوفير سبل الراحة اللازمة، بما يحقق أعلى مستويات الجودة في الخدمة.وفي الوقت الذي تشهد فيه مكة المكرمة كثافة متزايدة في أعداد الحجاج الوافدين من مختلف بقاع الأرض، تتحرك بعثة الحج السياحي المصرية كخلية نحل لا تهدأ، مدفوعة بخطة عمل واضحة، وإرادة حقيقية لتقديم تجربة روحانية آمنة ومريحة تليق بمكانة مصر وخبرتها الطويلة في تنظيم الحج السياحي، لتظل دائمًا نموذجًا يُحتذى به في دقة التنظيم والتفاني في أداء الواجب.
على الجانب الآخر طمأن أحمد إبراهيم، عضو اللجنة العليا للحج السياحي ورئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة، الحجاج بأن كل شركات السياحة ملتزمة تمامًا بضوابط الوزارة، والتي انعكست بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة، سواء في السكن أو التغذية أو النقل. وأوضح أن تسكين الحجاج يتم بشكل فوري في أماكن الإقامة المعتمدة بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، في فنادق فاخرة قريبة من الحرمين الشريفين، مع تقديم وجبات يومية و”بوفيهات” مفتوحة حتى للحج الاقتصادي والبري.وأشار إلى أن هناك نحو 21 لجنة فرعية تعمل على مدار 24 ساعة لمتابعة خط سير الحجاج والتدخل الفوري لحل أي مشكلة قد تطرأ، موضحًا أن هناك إجراءات وآليات صارمة هذا العام لضمان عدم تكرار أي سلبيات حدثت في مواسم سابقة، كما نوه إلى نجاح السلطات السعودية حتى الآن في التصدي للحج غير النظامي ومنع دخول من لا يحمل تصاريح رسمية. وأكد وليد خليل، نائب رئيس لجنة السياحة الدينية وعضو اللجنة العليا للحج، أنه جرى الانتهاء من تجهيز مخيمات الحجاج في مشعري منى وعرفات بالكامل، استعدادًا لاستقبال ضيوف الرحمن خلال أيام التصعيد، وسط متابعة ميدانية دقيقة وخطة تفويج منظمة تهدف إلى تحقيق أقصى درجات الأمان والراحة للحجاج.واضاف خليل أن خطة تفويج الحجاج إلى مكة بدأت بالتحرك، وأن الحجاج موزعون حاليًا بين فنادق مكة والمدينة، حيث تشرف لجان البعثة على أوضاعهم لحظة بلحظة من خلال تواجدها في كافة المنافذ البرية والبحرية والجوية، في العقبة ونويبع، ومطارات مصر والسعودية.وأضاف أن تنسيقًا محكمًا يجرى بشكل دائم بين الجهات المعنية في مصر والسعودية، بل ويشمل أيضًا الجانب الأردني لضمان سهولة انتقال الحجاج عبر مختلف الوسائل، مشيرًا إلى ثقته في أن يكون موسم حج هذا العام نموذجيًا في كل تفاصيله، ويعود فيه الحجاج المصريون إلى أرض الوطن سالمين غانمين.


