وائل محجوب لـ”الدستور”: السودان يواجه خطر المجاعة نتيجة تصاعد النزاع العسكري.

وائل محجوب لـ”الدستور”: السودان يواجه خطر المجاعة نتيجة تصاعد النزاع العسكري.

أطلق الكاتب والمحلل السوداني وائل محجوب تحذيرًا شديد اللهجة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، مشيرًا إلى أن البلاد تواجه خطر المجاعة الشاملة نتيجة سلسلة من الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالبنية الاقتصادية والاجتماعية للدولة منذ اندلاع الحرب.

إطلاق تحذيرات متكررة بشأن اتساع رقعة القتال وتبعاته الكارثية 

وقال محجوب، لـ”الدستور” إن جهات إقليمية ودولية عديدة، على رأسها برنامج الغذاء العالمي دأبت طوال العامين الماضيين على إطلاق تحذيرات متكررة بشأن اتساع رقعة القتال وتبعاته الكارثية، ليس فقط على مناطق النزاع، بل حتى على الولايات التي لم تصلها نيران الحرب بعد.

انهيار الإنتاج الزراعي وتفشي الجوع

أشار محجوب إلى أن توقف عمليات توفير مدخلات الإنتاج واحتلال ولايات زراعية استراتيجية مثل الجزيرة وسنار، أدى إلى انهيار الموسم الزراعي بشكل شبه كامل، فقد شهدت هذه المناطق نهبًا ممنهجًا للآليات الزراعية، وتخريبًا للأراضي، وسرقة للمحاصيل المخزنة، مما دفع أعدادًا كبيرة من السكان إلى الفرار.أضاف أن هذه التطورات جاءت بالتزامن مع الجدول الزمني المحدد لموسم الزراعة في السودان، ما جعل من شبه المستحيل تعويض الخسائر أو إنقاذ الموسم الزراعي الحالي.وأشار إلى أن توقف مؤسسات الدولة عن العمل بشكل شبه كامل تسبب في انقطاع رواتب العاملين بالقطاع العام، ما أدى إلى إضعاف القوة الشرائية وانهيار الحياة المعيشية للمواطنين في مختلف أرجاء البلاد.

المجاعة تلوح في الأفق

وقال محجوب إن المشهد العام يشير بوضوح إلى أن السودان يدخل فعليًا في دائرة المجاعة القومية، مع تنامي مؤشرات الانهيار الغذائي والاجتماعي، وسط غياب الحلول السياسية والعجز الدولي عن احتواء الكارثة.وأكد أن الوضع يتطلب تدخلاً عاجلاً وموسعاً من المجتمعين الإقليمي والدولي، ليس فقط من أجل إيقاف الحرب، لكن لتأمين الغذاء وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الزراعي في المناطق المتبقية.