انتصار عبدالمنعم: ما يُعرض في الساحة لا يعكس القيمة الحقيقية لكتابات النساء

انتصار عبدالمنعم: ما يُعرض في الساحة لا يعكس القيمة الحقيقية لكتابات النساء

هل الكتابة النسوية، خاصة بالكاتبات النساء وحدهن دون الرجل؟ ولماذا تطارد الكاتبات تهمة الكتابة النسوية، وهل المرأة الكاتبة لا تستطيع الكتابة إلا فيما يخص قضاياها؟، وحول هذه القديمة التي فجرتها الـ”الدستور”، تحدثت الكاتبة انتصار عبد المنعم. 

ما يظهر على الساحة ليس مقياسا للحكم على كتابات المرأة

قالت الكاتبة انتصار عبدالمنعم، إنه من الطبيعي أن يأتي العمل الأول محملا بالخبرات الذاتية لكاتبه ووجهة نظره في الحياة وقضاياها، وفي حال كون الكاتب امرأة تعيش في العالم العربي، تتركز الكتابة عندها على بيان مظلوميتها تجاه الرجل الذي وضعته موضع الجلاد ثم تفننت في التعبير عن عذاباتها معه أو بسببه. وأضافت “عبد المنعم” في تصريحات خاصة لـ “الدستور” حول الكتابة النسوية: “قد يكون كل ذلك مقبولا في العمل الأول، لكن من غير المقبول ألا تتجاوز الكاتبة هذه الزاوية الضيقة للنظر إلى العالم وكأنه فرغ إلا منها وهذا الرجل الذي قد يكون والدها أو زوجها أو الحبيب الذي تخلى عنها من أجل امرأة أخرى”.وتابعت: “إذن الموضوع ليس هجوما على المرأة التي تكتب ذاتها وقضاياها، إنما على اللواتي يكتبن على الدوام عن آلامهن مع (ذكرانهن) فهؤلاء يكتبن فكرهن الضيق الذي يحصر الحياة في رجل ظالم على الدوام، وكأن علاقتها مع الرجل يمثل شيئا فارقا في تاريخ البشرية يستحق أن تتوقف عنده مرات عديدة”.

 المرأة الكاتبة تكتب عن نفسها وعن العالم

وأوضحت أنه في المقابل، هناك كاتبات تجاوزن الهم الذاتي، وكتبن أعمالا فارقة، لكن لم يلتفت إليهن أحد، وبقيت النظرة القاصرة إلى أعمالهن، فما إن يلمح بعض محترفي كتابة النقد اسم (أنثى) على الكتاب، حتى يسارعوا بالكتابة عن عملها بعبارات من قبيل ( فضحت المسكوت عنه، وكشفت المستور)، متجاهلين العمل نفسه، ويكون همهم البحث عن صورة الرجل فيه، يفتشون عن جملة بعينها ليدللوا على أن الكاتبة تكتب وقائع من حياتها.وشددت “عبد المنعم” في ختام حديثها عن الكتابة النسوية: “المرأة الكاتبة تكتب عن نفسها وعن العالم، لكن الرجل “الناقد” هو من يتخير ما يكتب عنه، وفي الغالب يختار العمل الذي يستطيع أن يكتب عنه نفس الكلام الذي كتبه عشرات المرات من قبيل كشف المستور وكسر التابوهات، ولذلك لا يظهر على الساحة إلا عدد قليل من الكاتبات، وبالتحديد المهتمات بقضايا الذات، وعليهن يكون المأخذ أو النقد، وليس على غيرهن من كاتبات احترفن الكتابة كإنسان وليس كأنثى”.