أسامة أنور عكاشة: “كاتب الدراما” الذي عكس واقع المجتمع عبر التلفزيون

أسامة أنور عكاشة: “كاتب الدراما” الذي عكس واقع المجتمع عبر التلفزيون

تحل اليوم الذكرى الخامسة عشرة لرحيل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، أحد أبرز رواد الدراما المصرية والعربية، وصاحب البصمة الفريدة التي لا تزال أعماله حاضرة في أذهان الجمهور، وتُعرض على الشاشات حتى اليوم.وعُرف “عكاشة” بأنه كاتب لا يكتفي بالحكاية، بل يغوص في أعماق النفس والمجتمع، ليعيد تشكيل الواقع على الشاشة بلغة درامية راقية وإنسانية.ومن جانبها، أكدت الناقدة الفنية ماجدة موريس، خلال مداخلة للقناة الأولى، أن محطة انطلاق عكاشة كانت في منتصف السبعينات من خلال مسلسل “أبواب المدينة” الذي أخرجه فخر الدين صلاح، وناقش ظاهرة انتقال العائلات من الريف إلى القاهرة، بما حمله من تحولات اجتماعية ومعيشية، مضيفة أن هذا العمل كان جديدًا تمامًا على الدراما آنذاك، وفتح الباب أمام اسم عكاشة ليصبح معروفًا لدى الجمهور.وأوضحت “موريس” أن مسلسل “الشهد والدموع” كان بمثابة الانطلاقة الكبرى لـ”عكاشة”، ثم جاءت نقلة نوعية مع “ليالي الحلمية” الذي مثل مساحة واسعة لتناول التاريخ الاجتماعي والسياسي لمصر، وأن أسامة لم يكن يكتب عملًا ثم يغيب، بل كان دائم العطاء في حالة إبداع مستمرة، مشيرة إلى أنه أرسى قواعد جديدة في الكتابة الدرامية أبرزها تعدد الأبطال وتشابك العلاقات وتطور الشخصيات تدريجيًا، كأن المشاهد يعيش معها رحلة حقيقية.ولفتت إلى أن أعماله مثل “الراية البيضا” و”زيزينيا” قدمت رؤى فريدة لمجتمع الإسكندرية، الذي كان يعشقه عكاشة وكتب عنه كثيرًا، خاصة في ما يتعلق بالنسيج السكاني متعدد الأصول والثقافات، مشددة على أنه لم يكن يكتب فقط للتسلية، بل ليعكس الواقع ويقدم قيمًا ومعايير اجتماعية واضحة.