رئيس مركز المناخ: الكتلة الهوائية الشمالية الباردة تسود الأجواء.. وفرصة مناخية مثالية لتعويض المحاصيل الزراعية

أكد الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بمركز البحوث الزراعية، أن مصر تشهد خلال هذه الأيام حالة من الطقس الربيعي المعتدل الطبيعي، مع أجواء تميل إلى الصيفية في معظم مناطق الجمهورية خلال ساعات النهار، بينما تظل الأجواء مائلة للبرودة ليلًا، خاصة على العديد من المناطق الداخلية.وأوضح “فهيم” أن حالة الطقس الحالية تعد “أجواء تعويضية للزرع”، حيث تتيح فرصة ذهبية للمزارعين لتنفيذ عملياتهم الزراعية بأمان وكفاءة، نتيجة الاستقرار المناخي النسبي، وتراجع درجات الحرارة في أغلب أنحاء البلاد، وقال إن الكتلة الشمالية الباردة تفرض سيطرتها على الأجواء، مما أدى إلى انخفاض درجات الحرارة بشكل تدريجي، وعودة الطقس إلى طبيعته الربيعية.وأضاف أن يوم الأربعاء 28 مايو 2025، الموافق 20 بشنس 1741، سيشهد انكسارا إضافيا في درجات الحرارة، لتتراوح ما بين 30 إلى 33 درجة مئوية في معظم أنحاء الجمهورية، مع استمرار هذه الأجواء حتى نهاية الأسبوع.ووفقًا لتقارير نماذج الإنذار المبكر الصادرة عن المركز، وبالتنسيق مع الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أوضح “فهيم” أن الأجواء ستكون معتدلة ربيعية في مناطق الوجه البحري والقاهرة وشمال ووسط الصعيد، بينما تميل إلى الصيفية في مناطق الجنوب، مع نشاط ملحوظ لهبات الرياح، خصوصًا في صعيد مصر خلال فترات ما بعد الظهيرة.
درجات الحرارة المتوقعة
السواحل الشمالية: بين 24 و26 درجة مئويةالوجه البحري والقاهرة الكبرى: بين 26 و30 درجة مئويةشمال الصعيد حتى سوهاج: بين 29 و33 درجة مئويةجنوب الصعيد (قنا – أسوان): بين 33 و34 درجة مئوية
توصيات زراعية هامة
وأشار الدكتور فهيم إلى ضرورة استغلال هذه “الهدنة المناخية” في تنفيذ جميع العمليات الزراعية الضرورية مثل الري والتسميد وزراعة العروات الجديدة، والشتل وتطعيم الفواكه، كما نبه إلى أهمية اتخاذ الاحتياطات في بساتين الفاكهة، خاصة في مرحلة العقد الحديث لثمار مثل المانجو والعنب والزيتون والموالح، عبر تقليل كميات الري وتقريب الفترات الزمنية بين الريات، مع إضافة مركبات مغذية مثل فولفيك ونترات الماغنسيوم.كما شدد على أهمية دعم الأشجار في مرحلة ما بعد العقد برش محفزات النمو، والأحماض الأمينية والعناصر الصغرى (الحديد، والمنجنيز، والزنك)، يلي ذلك بحوالي خمسة أيام استخدام الزيوت المعدنية الصيفية أو الصابون البوتاسي، محذرًا من استخدام المبيدات الجهازية في هذه الفترة لتجنب إنهاك النباتات.وفيما يخص المحاصيل الصيفية الحديثة كالذرة والقطن والسمسم والصويا والفول السوداني والأرز، نصح بتكثيف التسميد بالفوسفور، خاصة في الوجه البحري، نتيجة انخفاض درجات الحرارة ليلًا، مما يبطئ النمو ويقلل كفاءة امتصاص العناصر الغذائية.وأكد على أن هذه الفترة تشكل فرصة مثالية لتعويض المحاصيل المتأخرة وتحقيق دفعة قوية للنمو الزراعي، داعيا المزارعين إلى الالتزام بالتوصيات الفنية لحماية إنتاجهم وتحقيق أفضل عائد ممكن في ظل هذه الظروف المناخية الملائمة.