إحياء “غرناطة العريقة”: تفاصيل مشروع تطوير مدينة أندلسية في وسط القاهرة

شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أمس الثلاثاء، احتفالية افتتاح مشروع تطوير مدينة غرناطة بمصر الجديدة، في إطار الجهود المستمرة لاستعادة التراث المعماري للقاهرة وتعزيز السياحة المصرية.
ما هي مدينة غرناطة الجديدة بمصر الجديدة؟
تجسد مدينة غرناطة إحدى المعالم التاريخية البارزة في مصر الجديدة، حيث تم تأسيسها على يد البارون إمبان عام 1905، وتقع على مساحة 11 ألف متر مربع، شملت 3700 متر مربع من المباني التي خضعت لعمليات ترميم وتطوير بتكلفة إجمالية تبلغ حوالي 47 مليون جنيه.جاء مشروع تطوير المدينة في إطار خطة شاملة تهدف إلى استعادة قيمة العاصمة التاريخية، وتعزيز مكانتها السياحية من خلال تحديث البنية التحتية للموقع مع الحفاظ على الطابع التاريخي للمباني.ومن أبرز أعمال الترميم التي شهدتها المدينة تجديد شبكات الإنارة والصرف الصحي، بالإضافة إلى إعادة تصميم السور الخارجي ليتماشى مع طراز المبنى الكلاسيكي ويسمح برؤيته من الخارج، فضلًا عن ترميم القباب والصالة الداخلية.
غرناطة.. تاريخ طويل وحكايات ملكية
تعتبر مدينة غرناطة جزءًا لا يتجزأ من تاريخ التوسع العمراني في القاهرة، وقد بنيت على الطراز الإسلامي الأندلسي، ما يعكس مزيجًا فنيًا بين التصميمات الكلاسيكية والحديثة في أوائل القرن العشرين.وعلى مدار تاريخها، تحولت غرناطة إلى معلم ثقافي وتراثي، وشهدت هذه المدينة العديد من الأحداث التاريخية الهامة، حيث كان الملك فاروق يستخدم المدينة لمشاهدة سباقات الخيول، التي كانت تُنظم في شارع “سبق الخيل” المقابل لحديقة الميريلاند، وهو ما منحها قيمة ثقافية واجتماعية كبيرة في تلك الحقبة.

وبعد ثورة 1952، تحولت غرناطة إلى مسرح قومي ثم دار عرض صيفي، حتى تم إغلاق المبنى في أواخر التسعينيات.ومع بداية عام 2017، بدأت شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير في ترميم المبنى، بهدف إحياء هذا المعلم الفريد لاستضافة فعاليات ثقافية وسياحية.
الطراز المعماري والعمق التاريخي

تتميز مدينة غرناطة بتصميمها المعماري الفريد الذي يدمج عناصر من الطراز الأندلسي مع طرازات أخرى من فترة التوسع الحضري في بداية القرن العشرين.كما يبرز فيها برج ذو سلم حلزوني وقبة من الطراز الأندلسي، مما يجعلها أحد أبرز المعالم المعمارية في مصر الجديدة.ومنذ تأسيسها، كانت المدينة بمثابة مركز جذب للمشاهير والسياسيين، حيث شهدت مشاركة كبار الشخصيات في سباقات الخيول التي كانت تُنظم في الشارع الرئيسي أمام حديقة الميريلاند، ما جعلها واحدة من أهم الوجهات الترفيهية والثقافية في تلك الفترة.