خبير دولي: الولايات المتحدة تتراجع عن موقعها الريادي في أوكرانيا

قال الدكتور إسماعيل تركي، الكاتب والباحث في العلاقات الدولية، إن الولايات المتحدة بدأت تتراجع عن دورها القيادي في الحرب الأوكرانية، وتسعى الآن لتخفيف أعباء الصراع، مقابل تصعيد واضح من القوى الأوروبية التي باتت ترى في استمرار الحرب وسيلة لإضعاف روسيا واستنزافها على المدى البعيد.وأوضح تركي، خلال مداخلة عبر “إكسترا لايف”، أن واشنطن كانت منذ اندلاع الحرب في عام 2022 طرفًا فاعلًا في إشعال الصراع، لكنها اليوم باتت تتصرف كوسيط يسعى لحل سياسي، في حين تحولت الدول الأوروبية إلى الطرف الأكثر تشددًا، حيث ترفض تقديم أي تنازلات، وتُصعّد ميدانيًا ودبلوماسيًا.وأضاف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد وعد بإنهاء الحرب، دون أن يُدرك تعقيداتها الجيوسياسية، معتبرًا أن روسيا منذ البداية كانت واضحة في مطالبها الأمنية، لكن الغرب تجاهلها، وهو ما أدى إلى تصاعد الموقف.وأكد أن موسكو لن تتخلى عن المكاسب التي حققتها على الأرض، مشيرًا إلى تمسكها بعدم انضمام أوكرانيا لحلف الناتو، ومنع تسليحها، وبقاء القوات الروسية في المقاطعات التي سيطرت عليها، بل والمطالبة بانسحاب كييف من أجزاء أخرى.وشدد على أن الغرب، وتحديدًا أوروبا، يسعى لإطالة أمد الحرب لبناء ميزانيات دفاع ضخمة، وتشكيل جبهة أمنية موحدة تحسبًا لأي تهديد روسي مستقبلي، خاصة في ظل إدراكهم أن هزيمة روسيا في الميدان باتت مستحيلة، وهو ما يدفعهم لتبني استراتيجية استنزاف طويلة الأمد.