لماذا لم تقبل إسرائيل “خطة بحبح” لوقف إطلاق النار؟ (خاص)

قال الدكتور جهاد أبو لحية أستاذ القانون والنظم السياسية، إن مقترح بشارة بحبح، رجل الأعمال الأمريكي الفلسطيني المقرّب من الدوائر المؤثرة في الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، يعتبر مبادرة تهدف إلى كسر الجمود السياسي وتوفير أرضية أولية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، المقترح الذي حصل على اهتمام أولي من جانب وسطاء إقليميين ودوليين يتضمن هدنة مبدئية لمدة 60 يومًا مع الإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين على مرحلتين خلال الهدنة، إلى جانب انسحاب جيش الاحتلال من بعض مناطق قطاع غزة إلى خطوط ما قبل الثاني من مارس، ووقف كامل للعمليات القتالية في تلك الفترة.وأضاف أبو لحية في تصريحات خاصة لـ”الدستور”، أن المقترح أيضًا يتضمن تعهدًا ببحث مصير المحتجزين المتوفين من الطرف الإسرائيلي خلال فترة التهدئة، مع فتح الباب أمام مفاوضات لاحقة أوسع نطاقًا قد تؤدي إلى إنهاء شامل للحرب.
ما موقف إسرائيل من “مقترح بحبح”؟
وتابع “أبو لحية”: “رغم ما يحمله المقترح من نقاط عملية تلامس مصالح الطرفين، فقد رفضته إسرائيل بشكل واضح، واعتبرته لا يلبي الحد الأدنى من مطالبها الأمنية والسياسية، ويكشف هذا الموقف عن استمرار النزعة المتصلبة في السياسة الإسرائيلية، التي تفضل منطق الحسم العسكري على الانخراط في مسارات تفاوضية مرنة، فإسرائيل تحت حكومة يمينية متشددة ترى في أي وقف لإطلاق النار دون حسم كامل أو استسلام معلن من حماس تقويضًا لأهدافها المعلنة، وعلى رأسها القضاء التام على البنية العسكرية والسياسية للحركة. وأكمل: “كما أن المقترح لا يتضمن من وجهة النظر الإسرائيلية ضمانات كافية بخصوص نزع سلاح حماس أو تفكيك قدراتها الصاروخية، وهو ما تعتبره تل أبيب شرطًا غير قابل للتفاوض في أي تسوية، إضافة إلى أن نتنياهو وائتلافه الحكومي يرى في ان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار سوف يكون حبل اعدام حقيقي حول حكومتهم،التي باتت مهددة بالتفكك عند حصول الاتفاق”.وأشار إلى أن إسرائيل تتعاطى مع مثل هذه المقترحات باعتبارها وسيلة لتحسين شروط حماس التفاوضية أو منحها مكاسب سياسية دون مقابل فعلي على الأرض، ولهذا فهي تواصل الاعتماد على الضغط العسكري وتكثيف العمليات في عمق القطاع، لفرض واقع ميداني يعزز قدرتها على التحكم بمسار أي اتفاق محتمل.في المقابل، تبدو حماس أكثر مرونة نسبيًا تجاه المقترح، على الأقل من حيث القبول ببحثه كأساس للتفاوض، خاصة في ظل الكلفة الإنسانية الباهظة التي يتحملها سكان غزة جراء استمرار العمليات العسكريةواختتم: “فبينما يحاول وسطاء كبح الانزلاق نحو فوضى إنسانية، تصر إسرائيل على وضع شروط نهائية غير قابلة للتحقق واقعيًا في المدى القصير، ما يُبقي أفق التهدئة محدودًا، ويؤكد أن أي اختراق جدي في هذا المسار سيحتاج إلى ضغوط سياسية أميركية وأوروبية أكثر صرامة، إضافة إلى موقف عربي موحد يضغط في اتجاه وقف الحرب وإعادة إحياء مسار سياسي شامل يضمن للفلسطينيين حقوقهم الوطنية وللإسرائيليين أمنهم ضمن تسوية عادلة ومستدامة”.