في ذكرى رحيله.. مسيرة فارس الدراما أسامة أنور عكاشة من ليالي الحلمية إلى كتيبة الإعدام

في ذكرى رحيله.. مسيرة فارس الدراما أسامة أنور عكاشة من ليالي الحلمية إلى كتيبة الإعدام

تمرّ اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، أحد أبرز أعمدة الدراما المصرية والعربية في العصر الحديث، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يقدّر بثمن.أسامة أنور عكاشة لم يكن مجرد كاتب، بل كان مفكرًا ومثقفًا وإنسانيًا بامتياز، ساهم بقلمه في تشكيل وعي أجيال، ووثق التاريخ الاجتماعي والسياسي لمصر من خلال أعماله الدرامية الخالدة.

نشأته وبداياته:

ولد أسامة أنور عكاشة في 27 يوليو 1941 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، تخرج في قسم علم النفس بكلية الآداب، ثم عمل في عدد من الوظائف الثقافية والصحفية، قبل أن يجد طريقه إلى الكتابة الدرامية، التي كانت المنصة التي عبّر من خلالها عن أفكاره ورؤاه تجاه المجتمع. 

أعماله الدرامية

عُرف عكاشة بأنه صاحب مدرسة خاصة في الكتابة الدرامية، تمزج بين العمق الفكري والواقعية الاجتماعية، كتب أكثر من 30 مسلسلًا تليفزيونيًا، كان معظمها علامات فارقة في تاريخ الشاشة الصغيرة، ومن أبرزها:”ليالي الحلمية”: الذي يُعد ملحمة درامية وثّقت تاريخ مصر السياسي والاجتماعي على مدار عقود.”الراية البيضا”: الذي عالج فيه صراع القيم والمال.”أرابيسك” و”زيزينيا”: اللذان جسّدا الصراع بين الأصالة والمعاصرة.”الشهد والدموع”قدّم الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة خلال مسيرته الفنية الغنية ما يقرب من 40 عملًا دراميًا متنوعًا بين المسلسلات والسهرات التلفزيونية والأفلام السينمائية، بالإضافة إلى عدد من المسرحيات والمقالات الأدبية.نرصد منها:

المسلسلات التليفزيونية 

ليالي الحلمية (6 أجزاء)الشهد والدموع (جزآن)أرابيسكالراية البيضازيزينيا (جزآن)رحلة السيد أبو العلا البشريأنا وأنت وبابا في المشمشضمير أبلة حكمتأبو العلا 90أوتار القلوبامرأة من زمن الحبكناريا وشركاهالمصراوية (جزآن)الحب وأشياء أخرىأبيض × أبيضموجة حارة (نُفذ بعد وفاته من أوراقه)بالشمع الأحمر (عن قصة قصيرة له)

 الأفلام السينمائية قدم  (حوالي 5 أفلام)

كتيبة الإعدامالهجامةدماء على الأسفلتالطعم والسنارةتحت الصفر

 المسرحيات

رغم أنه لم يكن مسرحيًا بالأساس، لكنه كتب بعض النصوص للمسرح، منها:ولاد الليلالناس اللي في التالتاللي حصل في طرة

 أعمال نُفذت بعد وفاته

بعد وفاته في 2010، ظهرت بعض الأعمال التي استندت إلى أفكاره أو كتاباته التي لم تكتمل، مثل:موجة حارة (2013)السرايا

مواقفه الفكرية والسياسية

لم يكن عكاشة يكتب لمجرد التسلية، بل كان منحازًا للطبقات المهمشة، وللحرية والكرامة الإنسانية. لم يتردد في التعبير عن آرائه السياسية والفكرية، ورفض التصالح مع بعض التيارات السياسية التي رأى أنها تُهدد هوية المجتمع، كما رفض تسليع الدراما أو تحويلها إلى أداة للإلهاء أو الابتذال، وظل مخلصًا لفكرته بأن الدراما وسيلة للتنوير والتغيير.

وفاته

رحل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة عن عالمنا في 28 مايو 2010، بعد صراع مع المرض، عن عمر ناهز 69 عامًا، وقد نعاه كثير من رموز الفن والثقافة، وأُقيمت له جنازة شعبية ورسميّة تليق بتاريخه الكبير، ورغم رحيله، لا يزال حاضرًا في الذاكرة والوجدان، من خلال أعماله التي يُعاد عرضها باستمرار وتحظى بنفس القدر من الإعجاب والتأثير.

تكريمات وجوائز

نال أسامة أنور عكاشة خلال حياته وبعد وفاته العديد من الجوائز والتكريمات، منها:جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 2008.تكريمات من مهرجانات تلفزيونية وسينمائية عدة.تم إطلاق اسمه على عدد من القاعات والمراكز الثقافية.