مؤسسة “غزة الإنسانية” تكشف عن خطة “نتنياهو وترامب” للتهجير

مؤسسة “غزة الإنسانية” تكشف عن خطة “نتنياهو وترامب” للتهجير

خطط إسرائيل لإبادة الشعب الفلسطيني لا تتوقف.. سيناريوهات متعددة تجاوزت خيال أعظم مخرجي هوليود بل حطمت الأحداث التاريخية والروايات الخيالية التي يمكن أن يستوعبها عقل بشر- بالأمس الثلاثاء- تابعنا مشهد حزين ومؤلم بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية الزخيرة الحية لتفرقة حشود المواطنين الجائعين أمام مراكز توزيع الغذاء أو ما يطلق عليها “مراكز توزيع المساعدات الإنسانية”.. هذا المشهد تم الإعداد له مسبقا في مطبخ مجلس حرب اسرائيل بالمشاركة مع جهاز المخابرات الأمريكية  بعد أن تم استبعاد المنظمات الأممية  من الإشراف والمشاركة في توزيع المساعدات بطريقة أدمية تحترم “سكان غزة” المحرومين من وصول الغذاء لأيام وتعرض القطاع للتجويع لأكثر من 60 يوما. 
كيف تفكر كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في توزيع المساعدات الغذائية داخل “غزة” وهما من جوعا أكثر من مليوني إنسان لاحول ولاقوة لهم ولاذنب اقترفوه سوي الدفاع عن ماتبقي من وطنهم وأرضهم التي تحولت إلي  سجن كبير سجانه “بنيامين نتنياهو” القاهر لشعب أعزل، المانع لكل سبل الحياة داخل القطاع.. أداة التجويع التي يستخدمها “نتنياهو” جزء من سيناريو الإبادة الجماعية والتطهير العرقي وغلق ملف القضية الفلسطينية.. في غياب الصحافة العالمية بأمر من رئيس وزراء اسراييل، غلا الإعلام الفلسطيني الداخلي نجح في رصد ونقل الأحداث صوتا وصورة جلية أمام  العالم أجمع، الذي يتابع الخداع الإسرائيلي ومحاولته السيطرة علي القطاع بزحزحة سكان غزة من الشمال إلي جنوب القطاع ومحاصرتهم في معسكرات تم اعدادها مسبقا علي الحدود المصرية بهدف الزج بهم إلي سيناء أو ركوب البحر في سفن تنتظرهم منذ بداية الحرب ومن هنا تبدأ رحلة الشتات الجديدة المماثلة لأحدداث 48 من القرن الماضي. 
القصة بدأت باستبعاد حين قررا “نتنياهو وترامب” لكافة المنظمات الأممية وفي مقدمتها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنين “الأونروا” وتم استبدالها بشركات أمن تابعة للولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع أجهزة الكيان الإسرائيلي، واسندت مهام توزيع المواد الغذائية إلي منظمة مجهولة المصدر أو بالأحري منظمة بدعم أمريكي اسرائيلي،  أطلق عليها  مؤسسة “غزة الإنسانية”.. وبعد مفاوضات استمرت 9 أيام تم خلالهم منع وقطع وصول أي مواد غذائية لقطاع غزة.. جاء الإعلان الأمريكي الاسرائيلي أمس الثلاثاء، عن بدء توزيع المساعدات بعد أن اسندت المهام إلي مؤسسة “غزة الإنسانية”.. احتشد سكان “غزة” أمام اربع مراكز لتوزيع المساعدات لأكثر من ثلاث ساعات في انتظار الحصول علي أطعمه لناس بطونهم خاوية لأيام.. تدافع  العشرات من هؤلاء الجوعي أمام المراكز مما تسبب في حالة من الفوضي وعدم قدرة مؤسسة “غزة اللإنسانية” في التنظيم فقررت الإنسحاب ليحل محلها الجيش الإسرائيلي الذي أطلق النيران العشوائية علي المواطنين في حالة من اللإنسانية ومحاولة  لمس كرامة الشعب الفلسطيني واذلاله لاحتياجه للطعام.
عقب هذا الفشل الذريع في وصول المواد الغذائية لسكان القطاع، بادرت اسرائيل باتهام حركة المقاومة “حماس” بأنها من تستولي علي المساعدات وتقوم بتوزيعها بطريقة غير عادلة، بالرغم من تصريحات رئيسة منظمة الغذاء العالمية “سيندي ماكين”-زوجة السيناتورجون ماكين الأمريكي- المعروف عنها انحيازها لإسرائيل، إلا أنها  قالت لاصحة من أن “حماس” هي من تستولي علي المساعدات الغذائية، واشارت في تصريحات سابقة:”أنه من العار أن يصل قطاع غزة إلي هذه المجاعة وعدم وصول المساعدات لهم”.
لغط كبير واتهامات بعدم شرعية مؤسسة “غزة الإنسانية” التي وصفها البعض بالمؤسسة “اللإنسانية” من حيث نشأتها ومؤسسيها ومصادر تمويلها غير المعلنة، وان اتفق البعض علي أهدافها الواضحة هو تجويع سكان غزة ومحاصرتهم في معسكرات بجنوب القطاع، حيث أن مراكز توزيع المساعدات الأربع –التي أنشئتها جهات أمريكية- تتمركز في الجنوب وعلي سكان شمال القطاع التحرك نحو المراكز في الجنوب ومن ثم لايمكنهم العودة نظرا لأن جيش الإحتلال سيعترض طريق عودتهم بالمنع من الذهاب إلي الشمال مرة أخري… كما يؤخذ علي مؤسسة “غزة الإنسانية” الإستقالة المسببة التي تقدم بها “جيك وود” وهو ضابط سابق بجهاز المخابرات الأمريكية “CIA” جاء فيها” بات من الواضح عدم إمكانية تنفيذ خطة المنظمة بالمبادئ الإنسانية والحياد والنزاهة والإستقلالية التي لن أتخلي عنها”، هذا فضلا عن جمع تبرعات باسم المنظمة في بنوك سويسرية دون الإفصاح عن مصادرها.. ويبقي السؤال الجوهري لماذ تم استبعاد المنظمات الأمومية لصالح مؤسسة غير شرعية تقوم بتوزيع المساعدات داخل قطاع غزة.
هذا تأخذنا الأوضاع ومجريات الأمور إلي إتهام وجهه البعض –من النفوس الضعيفة المغرضة- بان مصر تعنتت ورفضت السماح بدخول شاحنات المساعدات إلي قطاع غزة علي مدار عام ونصف من الحرب علي غزة..وبلغ الأمر بإتهام مصر أنها وراء تجويع الشعب الغزاوي  حتي يتم مخطط التهجير وتفريغ القطاع من سكانه ومن ثم غلق ملف القضية الفلسطينية… أعتقد أن مصر ليست في محل دفاع عن قراراتها،بل أن  مصر لم ولن تشارك يوما ما في تجويع سكان “غزة” بعد أن باتت الصورة واضحة أن التجويع ومنع وصول الغذاء إلي القطاع كان أحد استراتيجيات الحرب اللإسرائيلية علي سكان غزة، وأن منع وصول المواد الغذائية أحد سبل الضغط التي يتبعها قرار التهجير، وهنا يكون التهجير طوعي بدافع غريزة الحياة.. غزة رفعت لافتة عريضة “نجوع ويبقي الوطن.. نموت وندفن في غزة.. لن نرحل”