رئيس بعثة الحج السياحي: مراقبة قوية في الأراضي المقدسة لضمان تنظيم الإقامة

قالت سامية سامى، رئيس بعثة الحج السياحى لهذا الموسم، إن مؤشرات موسم الحج لهذا العام إيجابية للغاية، ما يخلق حالة من التفاؤل بشأن الأيام المقبلة، التى ستشهد ذروة المناسك، مؤكدة أن الموسم الحالى يشهد رقابة مشددة، ومتابعة مستمرة من اللجان الميدانية فى مكة وجدة؛ لتسكين الحجاج والتأكد من مطابقة السكن الضوابط المصرية، ما أسفر عن رفض ١٧ عمارة سكنية فى مكة لعدم مطابقتها المعايير، بالإضافة إلى استمرار تقييم الفنادق.وأوضحت رئيسة بعثة الحج السياحى، خلال حديثها لـ«الدستور»، أن خدمات الطوافة هذا الموسم أثبتت كفاءتها العالية فى استقبال الحجاج وتقديم الدعم المطلوب لهم دون أى مخالفات، مع التحسن الملموس فى جودة الخدمات وزمن الوصول إلى الأراضى المقدسة، ما انعكس إيجابًا على راحة الحجاج، مشيرة إلى النجاح الكبير لحملة «لا حج بدون تأشيرة»، بالتنسيق مع السلطات السعودية، ما أسفر عن ضبط أكثر من ٢٠٠٠ كيان وهمى نشطت للسمسرة وخداع الحجاج خلال الفترة الماضية.■ بداية.. كيف تقيّمون مستوى الاستعدادات لموسم الحج هذا العام مقارنة بالمواسم السابقة؟– الاستعدادات لموسم الحج ١٤٤٦ هجرية بدأت مبكرًا هذا العام، تحت إشراف وزارة الداخلية، وبالتنسيق الكامل بين جميع الجهات المعنية، والترتيبات بدأت منذ شهر سبتمبر الماضى، وشملت لقاءات مكثفة من خلال تقنية «زووم» مع الجانب السعودى، بالإضافة إلى مشاركة البعثة المصرية بكامل هيئاتها فى مؤتمر الحج السنوى الذى عُقد فى يناير الماضى، وتم خلاله استعراض كل تفاصيل الترتيبات الخاصة بالموسم.والتنسيق والتواصل بين مصر والسعودية أسفر عن نتائج ملموسة على أرض الواقع، فى جميع أماكن وجود الحجاج المصريين، بالإضافة إلى أن تعاقد غرفة الشركات السياحية مع شركتين من أكبر شركات خدمات الطوافة فى المملكة، هما: «الراجحى» و«مشارق»، أثبت كفاءة عالية فى استقبال الحجاج وتقديم الدعم المطلوب، دون تسجيل أى ملاحظات أو مخالفات حتى الآن. والحقيقة أن الشركات المنظمة للحج هذا العام التزمت بكامل الضوابط والتعليمات الصادرة، خاصة فى مسألة الأماكن المخصصة لإقامة الحجاج ومطابقة المواصفات المحددة.وبالفعل هناك تحسنات ملموسة هذا العام، سواء فى زمن الوصول إلى الأراضى المقدسة أو فى جودة الخدمات المقدمة داخل المشاعر، ومدة الوصول كانت أقل بكثير من العام الماضى، وهذا انعكس بشكل إيجابى على راحة الحجاج وسهولة تنقلاتهم، سواء عند الدخول أو فى التنقل بين المشاعر.
■ إلى أى مدى يصل التنسيق بين الجهات المصرية المختلفة والبعثة الرسمية فى الأراضى المقدسة؟– هناك انضباط كبير وتنسيق يومى مباشر، خاصة فى ظل المتابعة المستمرة من اللواء أشرف عبدالمعطى، مساعد وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية ورئيس بعثة الحج الرسمية، الذى يتابع التطورات وأوضاع الحجاج المصريين فى المملكة لحظة بلحظة، ويوجه دائمًا بدعم كل البعثات النوعية الموجودة بالأراضى المقدسة، سواء كانت سياحة أو تضامنًا أو قرعة.والبعثة المصرية فى الأراضى المقدسة تعمل بكل هيئاتها كفريق واحد، فلا توجد جهات منفصلة أو قرارات فردية، فالجميع يمثل الدولة المصرية، ويعمل تحت مظلة واحدة، والتنسيق كامل بين مختلف أجهزة الدولة العاملة فى بعثة الحج، من أول التسكين والنقل حتى الرعاية الطبية والخدمية، بالإضافة إلى أن رئيس البعثة يتواصل بشكل مباشر ومستمر مع الجانب السعودى، ويقوم بإبلاغنا بأى تعليمات جديدة تخص الحجاج المصريين لضمان تنفيذها على الفور.■ كيف تتم متابعة الأمور داخل المشاعر المقدسة؟– نُجرى زيارات ميدانية بشكل دورى لمتابعة تجهيزات المخيمات فى منى وعرفات، وما لمسناه هذا العام يدعو للتفاؤل؛ فالبنية التحتية شهدت تطورًا ملحوظًا، سواء فى شبكات الكهرباء أو المياه أو فى الإضاءة أو المرافق الخدمية، كما أن هناك جهودًا كبيرة من الجانب السعودى فى تحسين مستوى الخدمات، وهو ما نلمسه على أرض الواقع.■ هل واجهتم أى صعوبات فى تنظيم العمل أو التعامل مع الأنظمة التقنية المستخدمة هذا الموسم؟– بالتأكيد واجهنا بعض التحديات التقنية المحدودة فى بداية الموسم، خاصة فى أنظمة التنقل والمسارات الإلكترونية، لكن تم التعامل معها بشكل سريع من خلال فرق الدعم الفنى الموجودة هنا فى الأراضى المقدسة، والحقيقة أن هذا الخلل لم يتسبب فى أى تعطيل حقيقى للعمل، وتم تجاوز المشكلات بسرعة. ■ ما مدى التزام الشركات المعنية بضوابط التسكين المتفق عليها؟– لدينا لجان ميدانية منتشرة بشكل يومى فى مكة وجدة، لمتابعة مسألة التسكين والتأكد من مطابقته الضوابط المصرية.والحقيقة أن الرقابة هذا العام مشددة جدًا، ويتم المرور فعليًا على الفنادق والوحدات السكنية لمراجعة كل التفاصيل، بدءًا من عدد الأسرة فى الغرفة، وصولًا لجودة التكييفات وصلاحية الحمامات، وأى مخالفة يتم توثيقها على الفور، وترفض اللجنة السكن دون تردد.■ هل تم رفض أى من مقرات الإقامة خلال هذه الجولات؟– تم رفض ١٧ عمارة سكنية فى مكة المكرمة حتى الآن، بسبب عدم مطابقتها المواصفات والمعايير التى حددتها بعثة الحج السياحى، وللأسف لا يمكن الإفصاح حاليًا عن عدد الفنادق التى تم رفضها تحديدًا، لأن عملية التقييم لا تزال جارية، لكن المؤكد هو أن أى محاولة لحشر الحجاج فى غرف ضيقة أو تجاوز الطاقة الاستيعابية تُقابل بالرفض الفورى.■ كيف يتم التعامل مع التكدس فى مناطق مثل حى العزيزية بمكة المكرمة الذى يضم نسبة كبيرة من الحجاج؟– لجنة العزيزية تتابع هذا الملف عن كثب، كون المنطقة تستقبل أعدادًا كبيرة من الحجاج فى البرامج الاقتصادية، وهناك بيانات يومية تصل إلينا من شركات السياحة والطوافة، تتضمن تفاصيل التسكين والأعداد الفعلية، ونحن نقوم بمراجعتها ومقارنتها بالواقع الميدانى، بهدف أن يكون الحاج مرتاحًا، حتى فى أقل البرامج سعرًا، ليؤدى مناسكه دون مساس بجودة الخدمة المقدمة.■ ماذا عن مخالفات شركات السياحة؟– أى مخالفة جسيمة من شركة سياحية، خاصة إذا وصلت إلى حد الإضرار بالحاج أو التلاعب فى البرنامج المتفق عليه، تُقابل بقرارات صارمة دون تهاون، وتصل العقوبات فى بعض الحالات الى إلغاء التراخيص فورًا، بقرار من وزير السياحة شخصيًا، خاصة فى قضايا النصب أو الاحتيال، أما عن المخالفات الإدارية البسيطة، مثل استبدال فندق دون إخطار مسبق، فيتم التعامل معها إداريًا دون الإضرار بالحاج.

■ ما حقيقة تفاوت توزيع المساحات فى المشاعر المقدسة بمنى وعرفات وتأثر المساحة المخصصة لمصر بذلك؟– التوزيع الذى تقوم به خدمات الطوافة فى المملكة عادل جدًا ويخضع لمعايير موحدة، وكل بعثة تأخذ مساحة تناسب عدد حجاجها، وليس هناك تفضيل لدولة على أخرى.والصحيح أن المساحات فى عرفات محدودة بطبيعتها، لكن لا يمكن القول إن دولة حصلت على أفضلية، أو أن مصر حصلت على أقل من حقها، فالكل متساوٍ، ونحن نعمل ضمن الإمكانات المتاحة للجميع.■ ترددت أنباء عن ضبط كيانات وهمية تنشط فى موسم الحج.. فما مدى دقة هذه الأنباء؟– هى معلومات صحيحة، والحقيقة أن وحدة مكافحة الكيانات الوهمية بوزارة السياحة نجحت فى ضبط أكثر من ٢٠٠٠ كيان وهمى خلال الفترة الماضية، شملت سماسرة غير مرخصين ومنظمين لبرامج حج دون تصاريح رسمية. وهذه الوحدة تعمل منذ ثلاث سنوات، لكن موسم هذا العام شهد نتائج متميزة، حيث تراجع نشاط السماسرة بشكل ملحوظ، حتى فى مطار القاهرة، الذى كان يشهد فى السابق محاولات مكثفة للتحايل. وقد شددت وزارة السياحة الرقابة تحديدًا على ما يُعرف ببرامج «السياحة دون تأشيرة حج»، التى تمثل ثغرة خطيرة لتسلل أفراد إلى المشاعر المقدسة دون التأشيرات النظامية، ما يشكل خطرًا مباشرًا على سلامة الحجاج ويهدد الانضباط التنظيمى.ولهذا السبب، تم تفعيل آليات إلكترونية متقدمة للربط بين شركات السياحة والمنافذ الرقابية، بهدف رصد أى تجاوزات بشكل مبكر، وبالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية فى مصر والسعودية.■ هل نجحت حملة «لا حج بدون تأشيرة» فى إعادة الانضباط لمنظومة الحج؟– حملة «لا حج بدون تأشيرة»، التى أطلقتها الدولة المصرية بالتنسيق مع السلطات السعودية، شكّلت تحولًا مهمًا فى ضبط مسار تنظيم الحج، ونجحت بشكل كبير فى القضاء على ظاهرة الحج غير النظامى، التى كانت تتسبب فى أزمات ميدانية ومخالفات جسيمة فى مواسم سابقة.والحملة اعتمدت على نهج توعوى استباقى، من خلال التحذيرات المبكرة، والتواصل المباشر مع شركات السياحة والمواطنين، إلى جانب الرسائل الإعلامية الواضحة، التى شددت على أن أداء الفريضة لا يتم إلا عبر المسارات الرسمية المعتمدة، وبحيازة تأشيرة نظامية، كما أكدت أن أى محاولة للتحايل تُعرّض صاحبها للمساءلة القانونية وتهدد سلامته خلال أداء المناسك.هل تتوقعون استمرار المستوى العالى من التنظيم خلال ذروة المناسك؟– الروح هنا عالية جدًا، والكل يعمل بإخلاص وتحت ضغط شديد أحيانًا، لكن بروح المسئولية، وفى إطار الدعم المتواصل من رئيس البعثة، والتعاون بين كل الفرق الميدانية، ما يجعل المنظومة تعمل بسلاسة، لأن هدفنا الأول والأخير أن يعود الحاج المصرى إلى بلده وهو راضٍ عن تجربته ومُقدَّر كما يليق به.والمؤشرات حتى الآن إيجابية جدًا، ونرى انضباطًا فى التنفيذ، وتجاوبًا سريعًا مع أى ملاحظات، ونتمنى أن يكون التنظيم داخل منى وعرفات بنفس هذا المستوى من الكفاءة والجاهزية، وأتوقع أن موسم الحج الحالى سيشهد انسيابية كبيرة داخل المشاعر، ونتمنى ألا تظهر أى مشكلات خلال الأيام المقبلة، فى ظل ما تم رصده من مستوى تجهيز وتنظيم غير مسبوق.