“حرب الجوع”: إخفاق النظام الأمريكي في توزيع المساعدات في غزة: إطلاق نار وسرقة للمواد الغذائية

“حرب الجوع”: إخفاق النظام الأمريكي في توزيع المساعدات في غزة: إطلاق نار وسرقة للمواد الغذائية

قالت شبكة «يورونيوز» الأوروبية إن مشاهد العنف التى رافقت عمل «مؤسسة غزة الإنسانية» تؤكد تلميحات منظمات الإغاثة الدولية بأن المؤسسة التابعة لصندوق الإغاثة الإنسانية العالمى، لن تكون مستعدة لتلبية احتياجات سكان قطاع غزة.وأوضحت الشبكة، فى عددها الصادر أن المؤسسة، التى اختارتها إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة، فقدت السيطرة على مركز توزيع المساعدات التابع لها فى يومه الثانى من العمل بعد اجتياحه من قبل الفلسطينيين الذين خضعوا لحصار إسرائيلى مشدد، يشمل حظرًا شاملًا على الإمدادات الأساسية لمدة ١١ أسبوعًا.وذكرت أن مركز التوزيع لم يكن مهيأ لاستقبال آلاف الفلسطينيين الجائعين الذين اخترقوا الأسوار للوصول إلى المساعدات، وأطلقت القوات الإسرائيلية النار قرب المركز لاستعادة السيطرة على الوضع.وأفاد بعض الموجودين فى موقع الحادث بأن مئات الآلاف قد قطعوا عدة أميال للوصول إلى مركز الإغاثة، مرورًا بمواقع عسكرية قريبة، وبحلول فترة ما بعد الظهر، تجاوز المركز طاقته الاستيعابية.ولفتت المؤسسة إلى أن عمال مركز الإغاثة غادروا مواقعهم «فى وقت متأخر من بعد الظهر، بلغ عدد الأشخاص فى مركز التوزيع الآمن حدًا دفع فريق المؤسسة إلى التراجع للسماح لعدد قليل من الفلسطينيين فى غزة بتلقى المساعدات بأمان والانسحاب».وكشفت تقارير عن أن معظم من جاءوا قد غادروا المركز المكتظ دون الحصول على شىء، وقلة منهم تمكنت من الحصول على صناديق تحتوى على مواد أساسية كالسكر والدقيق والمكرونة والطحينة.وتابعت الشبكة أن هناك جدلًا كبيرًا حول مركز الإغاثة الإنسانية العالمى، بعد استقالة مديره المؤسس، جيك وود، يوم الأحد الماضى، بسبب مخاوف بشأن نزاهة المنظمة وفاعليتها.كما رفضت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة دولية أخرى العمل مع المركز، بحجة أن ذلك من شأنه المساس بالقيم الأساسية للوصول إلى المدنيين فى جميع مناطق النزاع.كما حذروا من أن المجموعة الجديدة لن تتمكن من تلبية احتياجات أكثر من مليونىّ شخص فى قطاع غزة، ومع ذلك، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل هذه المنظمة، وزعمتا أنها ضرورية لمنع حماس من سرقة المساعدات الإنسانية.ووصف المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، المشاهد بأنها «مفجعة»، وقال إن مشهد الحشود وهى تتسابق للحصول على المساعدات أمر مزعج، فى حين أن الأمم المتحدة وشركاءها لديهم «خطة مفصلة ومبدئية وسليمة عمليًا» لإيصال المساعدات إلى القطاع.وكشف السفير الأمريكى لدى إسرائيل، مايك هاكبى، عن أن هناك عدة جهات التزمت بتقديم تمويل لخطة توزيع المساعدات الإنسانية فى قطاع غزة، غير أنها فضّلت عدم الكشف عن هويتها فى الوقت الراهن، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.وجرى إعلان نظام التوزيع الجديد قبل نحو أسبوعين ونصف الأسبوع، وحين سئل «هاكبى» عن مصادر التمويل، أجاب بأن التمويل سيأتى من أى جهة يمكن الحصول منها على الدعم، مشيرًا إلى أن هناك بالفعل جهات التزمت بذلك لكنها تفضل البقاء طىّ الكتمان حتى إشعار آخر.فى السياق ذاته، أعلن متحدث باسم «صندوق غزة للمساعدات الإنسانية «GHF» عن أن دولة أجنبية تعهدت بدفع مبلغ ١٠٠ مليون دولار لدعم أنشطة الصندوق المستقبلية، غير أنه رفض الكشف عن اسم تلك الدولة.يأتى هذا بينما يعانى الصندوق من أزمة ثقة بعد أن كشفت السلطات السويسرية عن فتح تحقيق بشأن نشاطاته، الأمر الذى أدى إلى تغيير هيكلى جرى بموجبه تحويل عملياته إلى جمعية أمريكية تحمل الاسم نفسه.وأوضحت الصحيفة أنه رغم مرور بعض الوقت على بدء تنفيذ الخطة، وافتتاح اثنين من مراكز توزيع المساعدات فى قطاع غزة، فإن الفوضى سادت منذ اليوم الأول. فى المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل باستخدام آلية توزيع المساعدات كأداة أمنية للسيطرة، واتهمت قوات الاحتلال بتعريض حياة الجوعى للخطر. وأشارت الحركة إلى أن الصور القاسية من مراكز التوزيع، حيث جرى إطلاق النار على المدنيين، تظهر فشل المبادرة التى تجرى خارج إطار الأمم المتحدة، وتهدف إلى تحقيق أهداف سياسية لصالح الاحتلال. ووصفت حماس ممرات المساعدات بأنها «ممرات قسرية تهين المحتاجين وتستخدم كوسيلة ضغط وعقاب»، داعية المجتمع الدولى لوقف هذه الآلية.وجرى فتح سلسلة من التحقيقات الإعلامية فى إسرائيل والولايات المتحدة بشأن ما إذا كانت المبادرة إنسانية أمريكية بالفعل، أم أنها من تخطيط إسرائيلى. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن أن منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية فى المناطق، المعروف بـ«متفاش»، بدأ فى أواخر عام ٢٠٢٣ بالترويج لفكرة «الفقاعات الإنسانية»، وهى خطة وضعها وزير الدفاع آنذاك يوآف جالانت وتشبه الخطة الحالية.وفى وثيقة سرية أعدتها مؤسسة «GHF»، واطلعت عليها الصحيفة، وردت خطط لاستمالة دول غربية وتجنيد مؤثرين عرب لدعم المبادرة، إلى جانب تجهيز قائمة برسائل إعلامية موحدة. وذكر فى الوثيقة: «يجب أن نكون مستعدين للإجابة عن سؤال: كيف حصلت مؤسسة غير معروفة على موافقات استثنائية من الحكومة الإسرائيلية».