ميرا عماد في “العين”: عندما جئت إلى مصر اكتشفت مفهوم الوطن

ميرا عماد في “العين”: عندما جئت إلى مصر اكتشفت مفهوم الوطن

استضافت دار العين للنشر والتوزيع حفل إطلاق ومناقشة رواية “صديقي أو أي لقب آخر” للكاتبة ميرا عماد كريم، وناقشتها وأدارت الندوة الكاتبة آية عبد الرحمن.

ميرا عماد كريم

وقالت فاطمة البودي في تقديمها: “نحن في أمسية صالون العين الثقافي وهي أمسية بطعم مختلف، بطعم الزعتر، والدم ايضًا، والحقيقة أننا بالنسبة للقضية الفلسطينية لا نملك الا الابداع، الشعب الفلسطيني عانى ويعاني ولا يمكن تجاهل هذا الوضع وان كنا مكتوفي الأيدي، لكن على الأقل نحيي ونشجع الكتابة والإبداع، ومن هنا نشجع الكاتبة الفلسطينية ميرا عماد كريم وروايتها “صديقي أو أي لقب آخر”.

صديقي أو أي لقب آخر

أضافت البودي:”هذا العنوان “صديقي أو أي لقب آخر” يعكش عبثية المشهد وعبثية الحياة كلها، وفي هذا الصالون نرحب أيضًا بالكاتبة آية عبد الرحمن والحقيقة أنا سعيدة بما تقدمه في حياتها”.وقالت آية عبد الرحمن في تقديمها للعمل: “رواية “صديقي أو أي لقب آخر” رواية رائعة، والحقيقة اننا يجب ان ننظر للأدب الفلسطيني بشكل جيد ونمنح الروايات التي تتحدث عن فلسطين والنكبة وغيرها مقروئية عالية”.أضاقت: في روايتها تناقش ميرا عماد أزمة فتاة فلسطينية تعاني من وضع اجتماعي وظروف شديدة الغرابة، ونحن نتحدث هنا عن القضية الفلسطينية بشكل معلب قليلاً بدون الدخول في تفاصيلها الحقيقية، فالحقيقة أن هناك سفاحين صهاينة يدكون الارض ويستبيحون الأرواح بشكل همجي وهناك مباركة من الغرب لما يفعلون، وفي السابع من اكتوبر كانت هناك ملحمة مختلفة، ورأينا مقاومتهم للمغتصب وهم لا يريدون ترك أرضهم، ولدينا، الآن، مسؤولية لمتابعة الادب الفلسطيني، ويجب أن نذكر أن ميرا عماد منحتنا في روايتها نظرة أخرى مختلفة للفلسطينيين.وواصلت: “تابعنا ما يحدث على الارض والحقيقة أنها أول مرة أرى مثل رواية ميرا كريم التي تدور في مخيمات اللاجئين، وكيف يعيش اللاجئ الفلسطيني في اضطهاد، وكيف يتم عزلهم في مخيمات، وهي ليست مخيمات بمعنى خيام، لكنها أحياء كاملة، وكيف أنه لا توجد أوراق ثبوتية وهناك تضييق على السفر وفكرة الانتماء والصراع بين اللاجئ والارض المختلفة التي يعيش فيها، وايضا هناك اضطهاد ديني واجتماعي واضطهاد للمرأة لا لشئ سوى لأنها امراة أيضًا.

آية عبد الرحمن

وقالت ميرا عماد:”الرواية بدأت معي كنصوص وكتبت واعدت صياغتها ولكنها كانت في شكل رسائل لأشخاص مختلفين وكانت هذه طريقتي في محاولة للفهم، نحن كفلسطينيين نعيش بلبنان، نحن لسنا فلسطينيين بالكامل ولسنا لبنانيين بالكامل، ولكننا نقع في منطقة وسيطة، وحين يكبر الانسان مع العديد من الأسئلة يحاول البحث عن معناه الخاص خاصة وأن الهوية الفلسطينية وبسبب الاستعمار تحولت لعدة هويات، وكيف يسعى كل شخص لهويته، وهنا لا تتأكد الهوية من خلال الأهل والمكان..

أضافت: ما قبل السوشيال ميديا لم نكن نعرف ما يدور في فلسطين ولا يمكنك التأكد من شيء، ولكن جاءت السوشيال وأصبحنا كأننا نعيش هناك، حيث كل شيء يحدث أمام عينيك، ولم نعد معزولين كما كانت الأجيال السابقة علينا وعاد التواصل مع الأرض مرة أخرى، وعادت الكثير من الأسئلة، كما ان انخراطي في المجتمع اللبناني ولد الكثير من الأسئلة أيضًا.أكملت عن علاقة بطلة الرواية بلقيس في المخيمات:”المكان خارج سور المخيم هو فعليا منفصل عن مدينة صيدا بجدار وهناك ٣ حواجز ويتم تفتيش اي شخص يدخل للمخيم، وما حول صيدا ليست منطقة متطورة، لكنه فصل تجاه الهوية وليس فصلًا طبقيًا أو اجتماعيًا، ولكن لأسباب سياسية معقدة خاصة آخر عشر سنوات، واهل المخيم يتم التفاخر بانهم الاقرب لفلسطين ومحافظين على هذا التقليد، والحقيقة لمن لا يعرف فهناك نظرة دونية لمن يعيشون داخل لبنان وخارج المخيمات خاصة وانه ينظر اليهم وكأنهم تخلوا عن القضية، ولبنان كدولة لا تقوم بتمليك البيوت للفلسطينيين بأسمائهم كما يحدث في بعض الدول العربية، وقانون العمل هناك يمنع انتساب الفلسطيني لأي نقابات، هي دائرة مغلقة او يمكن تسميته بالحصار الكامل.وتواصل: عائلتي عاشت خارج المخيم بسبب وجود قرائب لهم، والحقيقة هي أن الجميع يحبون العيش خارج المخيمات..وتكمل ميرا: “هناك صورة نمطية تجاه المخيم من الخارج وصورة نمطية من داخل المخيم للخارج، والحقيقة اعتقد ان الغربة التي عانت منها الشخصية الرئيسية في الرواية كانت عبارة عن شعور، الغربة نفسها شعور، كانت تعاني منا لغربة حتى في وجود أمها، والام وطن، ولكن جاء ذلك بسبب هجر الأب والوحدة التي عاشت فيها”. وتابعت “يمكن أن تكون تجربة الفلسطيني في لبنان مختلفة لأنه لم يعش تجربة الوطن نفسه، وحين أدركت من التعاطي مع المصريين هنا في مصر أثناء زيارتي لها، عرفت ما معنى الوطن، نحن لا نعرف شيئا عن فلسطين ولذلك فالغربة شئ مستمر ومستديم، والمخيم في لبنان غربة ولكن حين نتركه لمكان اخر تصبح غربة اخرى عن المخيم نفسه.وواصلت:”شخصية نضال لديها تحسيد للوطن، والمخيم نفسه اشارة لفلسطين، لذلك بدأت الرواية مع ورود بلقيس للمخيم لأنها بدأت في البحث عن المعنى والحب وغيرها”.واستطردت: “لا بد ان يعرف الانسان حاله او يدرك اساسيات هويته لأن بلقيس شخصية الرواية الرئيسية جاءت للمخيم بدون إدراك هويتها، وفي الدستور اللبناني يحق للشخص الانتخاب أن مكث 10 سنوات في لبنان، ونحن قضينا سنوات أكثر بلبنان وخالي استشهد في الحرب الاهلية وهناك ١٢ مخيمًا فلسطينيًا منتشرين عبر ربوع لبنان، وهناك تلاحم بينا الفلسطينيين واللبنانيين ولا زلنا نصطدم حين يقول لنا أحدهم أنتم لستم لبنانيين ولكن فلسطينيين في لبنان”.