بعد إخفاقه في إدارة الشؤون الأمريكية.. ماسك يتعرض لانتقادات المستثمرين ويقدم استقالته

بعد إخفاقه في إدارة الشؤون الأمريكية.. ماسك يتعرض لانتقادات المستثمرين ويقدم استقالته

ذكرت صحيفة الجارديان اليوم الخميس أن إيلون ماسك، قطب الأعمال والملياردير الأمريكي المعروف، يسعى بوضوح لإيصال رسالة للجمهور والمستثمرين بأنه يبتعد عن واشنطن العاصمة والحكومة الأمريكية، ويدير تركيزه مجددًا نحو شركاته التكنولوجية. وكان ماسك قد فشل في تحقيق أهدافه في الإدارة الأمريكية، خصوصًا بعد اتجاه الكونجرس لإقرار الموازنة العامة الجديدة والتي تشهد ارتفاع في الإنفاق الحكومي، وهو ما يتناقض مع مخططات إيلون ماسك التي أعلن عنها خلال حملة ترامب الانتخابية.وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير تحليلي لها، بعنوان: “ماسك يبتعد عن إخفاقات واشنطن ودوج ويريد من المستثمرين أن يعرفوا، أن أغني رجل في العالم، الذي أعلن رسميًا رحيله عن إدارة ترامب عبر منصة X، كان قد بدأ ينأى بنفسه عن دوره السياسي المتداخل مع أعماله منذ فترة.وأشارت الجارديان إلى أن ماسك انتقد مشروع قانون ترامب الضريبي الضخم، مؤكدًا على التزامه الكامل بقيادة شركاته الكبرى مثل سبيس إكس وتيسلا وشركة الذكاء الاصطناعي xAI، موضحًا أنه عاد للعمل بشكل مكثف حتى إنه ينام أحيانًا في مكاتب الشركات وقاعات الاجتماعات.واعتبرت الصحيفة أن هذا يمثل تحولًا جذريًا في مسيرة ماسك، الذي قضى معظم العام الماضي مساندًا لترامب باستمرار في الترويج لأيديولوجية اليمين المتطرف على الإنترنت، وظهر على المسرح في التجمعات السياسية، وضخ مئات الملايين من الدولارات في الحزب الجمهوري.كما اعتبرت أن هذا التحول يعكس تصاعد ردود فعل غاضبة من المستثمرين والجمهور تجاه الطموحات السياسية لماسك، خاصة بعد الأحداث الأخيرة المرتبطة بفقدان السيطرة على إطلاق صاروخ “ستارشيب”، فضلًا عن انتقاداته المتكررة لكفاءة إدارة الحكومة الفيدرالية.

انسحاب ماسك عن الإدارة الأمريكية تم بعيدًا عن ترامب 

وذكرت الجارديان أن ماسك وصف البيروقراطية الفيدرالية خلال حديثه لصحيفة واشنطن بوست، بأنها أسوأ مما توقع، وأشار إلى أن دوج أصبحت “كبش فداء”، بسبب انتقادات موجهة لإدارة ترامب.وأكملت: “أن ماسك أقر بأنه ربما قضى وقتًا أطول من اللازم في العمل السياسي”، مع إشارة إلى أن رحيله عن الإدارة الأمريكية تم على مستوى كبار الموظفين، دون محادثة رسمية مع ترامب نفسه.وأبرزت الصحيفة تأكيد الملياردير الأمريكي على خيبة أمله من مشروع قانون الإنفاق الضخم الذي يزيد من العجز المالي، معتبرًا أنه يقوض الجهود التي تبذلها إدارة كفاءة الحكومة “دوج” للحد من الهدر المالي. وأشارت إلى أن ماسك حمل جزءًا من المسؤولية للسياسيين والبيروقراطيين، لكنه امتنع عن توجيه انتقادات مباشرة للرئيس ترامب.وأضافت الجارديان أن انقسام ماسك مع الجمهوريين ظهر بوضوح على منصة X، حيث اتهم الكونجرس بمعرقلة محاولات تقليص العجز المالي، وهو ما وصفه ماسك بأنه “معركة شاقة” لتحسين الوضع المالي.

ماسك يعود إلى الترويج للمستقبل بعد تراجع شعبيته

واعتبرت الصحيفة أن ماسك يحاول الآن استعادة ثقة المستثمرين عبر التركيز على مشروعات مستقبلية كبرى، مثل السيارات ذاتية القيادة والصواريخ بين الكواكب، متحدثًا عن إمكانات هائلة للاقتصاد في حال اعتماد روبوتات بشرية.وأشارت الجارديان إلى أن تقارير عديدة تحدثت عن تراجع شعبية ماسك خلال فترة انخراطه السياسي، وتأثير ذلك على مبيعات تسلا وتذبذب ثقة مجلس الإدارة به، رغم نفيه لهذه الادعاءات مؤخرًا.وقالت: “اتضح خلال فترة ماسك في واشنطن أن الجمهور لم يكن يستمتع برؤيته، وأن الكثيرين في إدارة ترامب لم يكونوا راضين عن العمل معه، أظهرت العديد من استطلاعات الرأي تراجع شعبيته بشكل عام، حتى مع تأييد الناس لفكرة الحد من أوجه القصور الحكومية”.وأضافت: “كما أدى انخراط ماسك البارز في انتخابات المحكمة العليا في ولاية ويسكونسن إلى تكثيف المعارضة لنفوذه، بينما جعلته المظاهرات الدولية واجهة الإدارة، كما لم يجد ماسك الكثير من الأصدقاء داخل إدارة ترامب، حيث توالت التقارير عن صدامات حادة مع كبار المسؤولين، وحذر بعض السياسيين الجمهوريين من أن علامته التجارية أصبحت سامة للغاية بالنسبة للحزب”.في هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن الضغوط أثرت على ماسك وعلى أعماله، مما تسبب في انخفاض حاد في مبيعات تيسلا لدرجة أن مجلس إدارة الشركة بدأ، بحسب التقارير، يفكر في استبداله كرئيس تنفيذي. وبينما نفى ماسك هذه الادعاءات، فقد أكد في الأسابيع الأخيرة بصوت عال التزامه بقيادة أعماله.وقالت الصحيفة في ختام تقريرها: إن “ماسك عاد مؤخرًا ليقدم صورة أكثر إيجابية، معلنًا عودته للعمل بكامل طاقته، مع استمرار دعوته لثورة تكنولوجية شاملة قد تغير مستقبل البشرية”.