نادين خوري… كيف تسير الكلمات بخفة على أطراف أصابعها

نادين خوري… كيف تسير الكلمات بخفة على أطراف أصابعها

في عصرٍ يتكلّم كثيرًا… تصمت نادين خوري.وفي عالمٍ يعرض كل شيء… تختار أن تخبّئ جوهرها.نادين خوري ليست وجهًا يمرّ، بل أثر. ليست صوتًا يرتفع، بل صدى يسكن فينا بعد أن تغيب الشاشة.
لا تؤدي أدوارها، بل تحتضنها، كأنها تحفظها عن ظهر قلب… لا بالنصّ، بل بالحياة.هي ليست بطلة المسلسلات، بل امرأة تسكن الهوامش… وتضيئها.
امرأة من طينة نادرة، لا تُحاصرها الكاميرا، بل تمنحها أبعادًا جديدة. حين تنظر، لا تمثّل، بل تُصغي.
وحين تتكلّم، لا تشرح، بل تُعبّر عن كل ما عجز عنه النص.نادين خوري ليست في تنافس مع الزمن، لأنها من أولئك الذين سبقوه.
مرت بهدوء، لم تكسر شيئًا، لم تزعج أحدًا، لكنها أعادت تعريف النُبل، وجعلتنا ننتبه للجمال الخافت، للبطولة التي لا تحتاج بطولات، وللصدق حين لا يكون مُتكلّفًا.هي المرأة التي لم تركض خلف شيء، فركضت القلوب نحوها.
لم تبنِ شهرتها بصراخ، بل بأسلوب يشبه الدعاء، وبأدوار تشبه الحياة: صامتة، وغامضة أحيانًا… لكنها دائمًا حقيقية.في حضورها… تتذكّر أن الفن ليس عرضًا، بل فعل محبة.
وأن التمثيل لا يُقاس بعدد المشاهد، بل بقدرتها على أن تبقى فينا حتى بعد أن يُطفأ الضوء.نادين خوري ليست صفحة في تاريخ الدراما السورية…
بل الهامش النبيل الذي جعل كل الصفحات تبدو أوضح.