“استمارة 6”: هل سحق إيلون ماسك آماله السياسية في ظل ثراءه؟

“استمارة 6”: هل سحق إيلون ماسك آماله السياسية في ظل ثراءه؟

وصفت شبكة “إيه بي إس” الأمريكية الملياردير إيلون ماسك بـ “الرجل المسكين” الذي بدت أحلامه السياسية على وشك الانهيار، بعدما حاول تركيز جهوده على المجال السياسي متناسيًا استثماراته التي صنعت منه واحدًا من أغنى رجال العالم.وأوضحت الشبكة الإخبارية في تقريرها اليوم الخميس، أناستقالة ماسك المفاجئة من منصبه في الحكومة الأمريكية، وعزوفه عن متابعة مشروع “دوج” الخاص بخفض الإنفاق الفيدرالي، يعكسان خيبة أمل كبيرة في الإدارة الأمريكية، حيث اصطدم طموحه السياسي بتعقيدات البيروقراطية والعقبات التي أضعفته وأضعفت رؤيته، مما دفعه للعودة للتركيز على شركاته التقنية التي شكلت أساس ثروته ونفوذه.وأعلن ماسك، أمس الأربعاء، استقالته من منصبه في الحكومة الأمريكية، بهدف خفض الإنفاق الفيدرالي، بعد وقت قصير من أول خلاف كبير له مع الرئيس دونالد ترامب بشأن مشروع قانون الإنفاق الذي وقعه.وكتب على منصته للتواصل الاجتماعي “إكس”: “مع انتهاء فترة عملي كموظف حكومي خاص، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإسراف في الإنفاق”. وأضاف: “ستتعزز مهمة وزارة كفاءة الحكومة (دوج) بمرور الوقت، حيث ستصبح أسلوب حياة في جميع أنحاء الحكومة”.

انتقادات “ماسك” لمشروع قانون الإنفاق

ولفتت “إيه بي إس” إلى أن ماسك، المولود في جنوب إفريقيا وأحد أبرز قطب التكنولوجيا، صرح بأن مشروع قانون الإنفاق الذي وقعه ترامب سيزيد من العجز ويقوض عمل وزارة كفاءة الحكومة (دوج) التي قامت بتسريح عشرات الآلاف من الموظفين.ونقلت الشبكة عن “ماسك” أنه كان داعمًا للرئيس ترامب في البداية، لكنه انسحب لاحقًا للتركيز على أعماله في شركات مثل سبيس إكس وتسلا، معبرًا عن استيائه من أن وزارة كفاءة الحكومة أصبحت “كبش فداء” بسبب عدم رضا الإدارة.وفي مقابلة مع شبكة “سي بي إس نيوز”، بثت مقتطفات منها مساء الثلاثاء، وستبث كاملة الأحد المقبل، نقلت الشبكة قول ماسك: “بصراحة، شعرت بخيبة أمل لرؤية مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي يزيد عجز الموازنة، لا يساهم فقط في رفع العجز، بل يقوض كذلك عمل فريق دوج”.ووفقًا للتقرير، يقدم “قانون مشروع قانون واحد كبير وجميل” لترامب – الذي أقره مجلس النواب الأمريكي الأسبوع الماضي وانتقل الآن إلى مجلس الشيوخ – إعفاءات ضريبية واسعة النطاق وتخفيضات في الإنفاق، وهو محور أجندته المحلية.لكن المنتقدين يحذرون من أنه سيؤدي إلى تقليص الرعاية الصحية وزيادة العجز الوطني بما يصل إلى 4 تريليونات دولار على مدى عقد من الزمن.قال ماسك في المقابلة: “قد يكون مشروع القانون كبيرًا، أو جميلًا. لكنني لا أعرف ما إذا كان بإمكانه الجمع بينهما. هذا رأيي الشخصي”.

ردود البيت الأبيض حول الخلافات على مشروع قانون الإنفاق

وكشفت “إيه بي إس” عن محاولة البيت الأبيض التقليل من شأن الخلافات حول الإنفاق الحكومي، دون تسمية ماسك مباشرة، حيث قال ستيفن ميلر، نائب رئيس موظفي ترامب، عبر منصة “إكس”: “مشروع القانون الكبير الجميل ليس مشروع قانون ميزانية سنوي”.وأضاف أن تخفيضات “دوج” يجب أن تنفذ عبر مشروع قانون منفصل يستهدف البيروقراطية الفيدرالية، وفقًا لقواعد مجلس الشيوخ.

تحديات ماسك السياسية وتأثيرها على ترامب

في هذا السياق، اعتبرت الشبكة الإخبارية أن تصريحات ماسك، الذي وصفته بـ”الرجل المسكين”، تشكل تحديًا نادرًا للرئيس الجمهوري الذي كان قد ساعده في العودة إلى السلطة، حيث يعد ماسك من أكبر مانحي حملته الانتخابية لعام 2024، قبل أن يعلن انسحابه من السياسة والتركيز مجددًا على شركاته التقنية.وأشارت الشبكة إلى أن ماسك اشتكى في مقابلة منفصلة مع صحيفة واشنطن بوست من أن إدارة “دوج”، التي تعمل انطلاقًا من البيت الأبيض بطاقم من الفنيين الشباب، أصبحت مصدرًا للنقد.قال ماسك للصحيفة في موقع الإطلاق ستاربيس في تكساس، قبيل إطلاق سبيس إكس الأخير يوم الثلاثاء: “أصبح مشروع دوج 1999 كبش فداء لكل شيء”.وأضاف: “سيحدث أمر سيء في أي مكان، وسنلام عليه حتى لو لم يكن لنا أي علاقة به”.

بيروقراطية عميقة وعقبات داخلية

وذكرت الشبكة أن ماسك ألقى باللوم على البيروقراطية الأمريكية الراسخة في فشل مشروع دوج 1999 في تحقيق جميع أهدافه – على الرغم من أن التقارير تشير إلى أن أسلوبه المتسلط وعدم إلمامه بتيارات السياسة في واشنطن كانا أيضًا عاملين رئيسيين.وكان ماسك قد اعترف سابقًا بأنه لم يحقق جميع أهدافه مع مشروع دوج، على الرغم من تسريح عشرات الآلاف من الموظفين الحكوميين، وتقليص أو إغلاق العديد من الإدارات.في غضون ذلك، عانت أعمال ماسك نفسها، حيث استهدف المتظاهرون ضد خفض التكاليف وكلاء تسلا، بينما أحرق مشعلو الحرائق بعضًا من سياراتها الكهربائية، مما أدى إلى تراجع أرباح الشركة.قال ماسك لصحيفة واشنطن بوست: “كان الناس يحرقون سيارات تسلا. لماذا تفعلون ذلك؟ هذا أمرٌ غير مقبول”.يركز ماسك أيضًا على سبيس إكس بعد سلسلة من النكسات المدوية التي واجهتها أحلامه باستعمار المريخ، كان آخرها يوم الثلاثاء عندما انفجر نموذجها الأولي من مركبة ستارشيب فوق المحيط الهندي.كما صرح قطب الأعمال الأسبوع الماضي بأنه سيتراجع عن إنفاق ثروته على السياسة، بعد أن أنفق حوالي ربع مليار دولار لدعم ترامب.