مدينة الأبيض تتعرض لهجمات من “الدعم السريع” وظهور مقابر جماعية في أم درمان

مدينة الأبيض تتعرض لهجمات من “الدعم السريع” وظهور مقابر جماعية في أم درمان

أفادت تقارير محلية في السودان، بأن ميليشيا الدعم السريع شنت قصفًا مدفعيًا استهدف أحياء سكنية في مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف المدنيين وأضرار مادية جسيمة بالمنازل والبنية التحتية.وقال شهود عيان، إن أصوات الانفجارات هزت عدة مناطق في المدينة، وسط حالة من الذعر بين السكان، الذين اضطر بعضهم إلى مغادرة منازلهم بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا.أعلنت القوات المسلحة السودانية، أنها تصدت لهجوم شنّته ميليشيا الدعم السريع على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان، في حين أعلنت الميليشيا سيطرتها على مدينة الدبيبات بولاية جنوب كردفان، في تصعيد جديد يُنذر بمزيد من العنف والدمار. ويتواصل التصعيد العسكري في السودان بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، في مشهد يعكس تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية في البلاد، مع دخول الحرب عامها الثالث.

العثور على مقابر جماعية في مناطق جنوب أم درمان 

وفي تطور خطير، كشفت القوات المسلحة، عن العثور على مقابر جماعية في مناطق جنوب أم درمان، التي كانت تحت سيطرة الدعم السريع، وذلك خلال عمليات تمشيط وتطهير نفذها الجيش مؤخرًا، حسب وكالة “رويترز”. وأفاد البيان بأن الميليشيا كانت تحتجز 648 مدنيًا داخل مدرسة في منطقة الصالحة، حيث تُوفي 465 منهم نتيجة الإهمال الشديد ونقص الغذاء والرعاية الطبية، وتم دفنهم في ظروف غامضة في مواقع جماعية، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.واتهم الجيش السوداني ميليلشا الدعم السريع باستخدام المحتجزين كـ”دروع بشرية”، مشيرًا إلى أن عمليات الاحتجاز تمت “على أساس عرقي”، دون تهم أو محاكمات، مما يسلط الضوء على الطبيعة الوحشية لأساليب القتال التي تتبعها الميليشيا في المناطق التي تسيطر عليها.ويأتي هذا التطور بعد أيام من إعلان الأمم المتحدة أن السودان يشهد واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، مع تجاوز أعداد النازحين 11 مليون شخص، وانتشار أمراض خطيرة مثل الكوليرا، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية الصحية وانعدام الأمن الغذائي في مناطق النزاع.كما طالب الجيش السوداني المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية بالتحقيق في هذه الانتهاكات، داعيًا إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، والتي قال إنها تشكّل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”.وفي ظل استمرار الحرب، تتصاعد المخاوف من تحول السودان إلى ساحة لصراع طويل الأمد، يدفع المدنيون فيه الثمن الأكبر، وسط تقارير متزايدة عن ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، وظهور أنماط مقلقة من العنف القائم على الهوية والانتماء.