حجب مجلة “الإيكونوميست”: كيف تتعامل فيتنام مع الإعلام الغربي؟

حجب مجلة “الإيكونوميست”: كيف تتعامل فيتنام مع الإعلام الغربي؟

حظرت السلطات الفيتنامية أحدث إصدار مطبوع من مجلة The Economist الذي يظهر فيه الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي “تو لام” على غلاف المجلة، في خطوة جديدة تعكس استمرار الرقابة الصارمة على الإعلام في الدولة ذات الحزب الواحد.الغلاف حمل صورة لـ”تو لام” بنجوم في عينيه، مع عنوان رئيسي يقول: “الرجل صاحب الخطة لفيتنام”، ومقال فرعي تحت عنوان: “رجل الحزب الصلب يجب أن ينقذ قصة النجاح الآسيوية الكبرى”.

تحولات اقتصادية كبيرة 

وحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فقد شهدت فيتنام تحولات اقتصادية كبيرة خلال العقود الأخيرة، حيث أصبحت مركزًا صناعيًا مهمًا، وكانت من أسرع الاقتصادات نموًا في آسيا خلال العام الماضي، غير أن اقتصادها المعتمد على التصدير، خصوصًا إلى الولايات المتحدة، يواجه تهديدًا مباشرًا من تعريفة جمركية بنسبة 46% أعلن عنها دونالد ترامب في وقت سابق من هذا العام.وتناول مقال The Economist ضرورة تحديث فيتنام لاستراتيجيتها الاقتصادية، محذرًا من أنه “إذا فشل لام”، ستظل فيتنام مجرد مركز إنتاج منخفض القيمة فاتته لحظة التحول”، مضيفًا أن الإصلاحات الناجحة “قد تنقل 100 مليون فيتنامي إلى العالم المتقدم، لتخلق محرك نمو آسيوي جديد”.لكن، وفقًا لما نقلته وكالتا رويترز وبلومبرج، فقد أبلغ موزعون لم يُكشف عن أسمائهم أنهم لم يتمكنوا من الحصول على النسخة المطبوعة من المجلة، أو أنهم تلقوا أوامر بعدم توزيعها.وقال مسؤول تنفيذي في شركة التوزيع “نغاي موي” لـرويترز إنه تم إصدار أمر لهم بـ”تمزيق الغلاف والمقال المتعلق بلام”، قبل أن يتلقوا لاحقًا أمرًا نهائيًا “بعدم بيع العدد على الإطلاق”.وصرح موظف في شركة توزيع أخرى، جلوبال بوك كوربوريشن، كذلك أن وزارة الإعلام الفيتنامية أصدرت قرارًا بحظر العدد.ورفضت وزارة الخارجية الفيتنامية ومجلة The Economist التعليق فورًا على هذه الأنباء.في وقت سابق من هذا الشهر، أمرت السلطات الفيتنامية مزودي خدمة الإنترنت بحظر تطبيق المراسلة تلغرام، متهمة إياه بعدم التعاون في جهود مكافحة الجريمة. ووفقًا لوثيقة داخلية نقلتها رويترز، فإن العديد من المجموعات في تلغرام “يُعتقد أنها أُنشئت من قبل معارضين ينشرون وثائق مناهضة للحكومة”.ووفقًا للتقرير فقد تعرف فيتنام بسيطرتها المشددة على الإعلام وقمعها للمعارضة. وتحتل المرتبة 173 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة الصادر عن منظمة “مراسلون بلا حدود”، التي تصف فيتنام بأنها “من أكبر سجون العالم للصحفيين”.وقالت ألكسندرا بيلاكوسكا، مسؤولة المناصرة في مراسلون بلا حدود: “من الواضح أن السلطات الفيتنامية تعتبر الصحافة الحرة تهديدًا لحكمها الأحادي، وستبذل كل ما في وسعها لإسكات الأصوات المستقلة”.وأضافت أن اعتقال الصحفية “فام دوان ترانغ” لأكثر من خمس سنوات، هو مثال صارخ على قمع الحريات.وختمت بالقول: “بينما تسعى فيتنام لتوثيق علاقاتها مع الديمقراطيات من أجل تعزيز اقتصادها، يجب على المجتمع الدولي أن يغتنم هذه الفرصة لوضع حقوق الإنسان وحرية الصحافة في صلب المفاوضات”.