بتمويل ياباني.. مبادرات إنسانية تدعم السودانيات في التعايش والتعافي

بتمويل ياباني.. مبادرات إنسانية تدعم السودانيات في التعايش والتعافي

سلطت صحيفة The Japan News الضوء على حجم المعاناة والانتهاكات التي تتعرض لها النساء السودانيات جراء الحرب الدائرة في السودان، والتي تدخل عامها الثالث وسط أوضاع إنسانية متدهورة.وأشارت الصحيفة، إلى أن الحكومة اليابانية بدأت بتكثيف تعاونها مع عدد من الوكالات الدولية لدعم اللاجئات السودانيات، لا سيما ضحايا الجرائم الجنسية، وذلك ضمن مساعٍ حثيثة لتخفيف تداعيات النزاع على الفئات الأشد ضعفًا.وحسب الصحيفة في إطار هذه الجهود، تعمل اليابان على إنشاء مرافق تُعد بمثابة “ملاذات آمنة” للنساء اللاتي تعرضن لانتهاكات جنسية وغيرها من أشكال العنف، لتوفير بيئة تُمكّنهن من استعادة الشعور بالأمان وتلقي الدعم النفسي والاجتماعي اللازم.وتأتي هذه المبادرات في وقت تتفاقم فيه أوضاع اللاجئين والنازحين داخل السودان وخارجه، وسط تصاعد التقارير حول جرائم عنف ممنهجة ضد النساء في مناطق النزاع.

استمرار الحرب السودانية وتمرد الدعم السريع 

ووفقًا للتقرير فإنه مع دخول السودان عامه الثالث في الحرب المستمرة منذ أبريل 2023،  في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي وصفت بأنها من بين الأسوأ عالميًا، حيث تسببت في نزوح أكثر من 11 مليون شخص، وارتفاع معدلات العنف القائم على النوع الاجتماعي، الذي بلغ بحسب التقارير 6.7 مليون حالة بحلول ديسمبر 2023.وفي إطار هذه الجهود، استثمرت الحكومة اليابانية ما لا يقل عن 663 مليون ين ياباني في مبادرات موجهة لدعم النساء، وذلك بالتعاون مع منظمات دولية وهيئات غير حكومية محلية.ومن أبرز هذه المبادرات، مشروع تنفذه هيئة الأمم المتحدة للمرأة بدعم من اليابان، أثمر في ديسمبر الماضي عن إنشاء “مساحة آمنة” للنساء في ولاية القضارف بشرق السودان، ويوفر هذا المركز بيئة آمنة تتيح للنساء الاجتماع والتحاور، وتبادل الدعم النفسي والاجتماعي في جو يحترم خصوصيتهن.ويستهدف المشروع على وجه الخصوص النساء اللواتي مررن بتجارب قاسية، من بينهن لاجئات تعرضن لأشكال من العنف الجنسي ويواجهن صعوبة في الإفصاح عن معاناتهن، ويسعى المركز إلى تمكين هؤلاء النساء من إعادة بناء ثقتهن بأنفسهن وتعزيز قدرتهن على الاندماج في المجتمع المحلي، لا سيما وأن ظروف النزوح كثيرًا ما تؤدي إلى العزلة الاجتماعية.وإلى جانب الدعم النفسي، تعمل الجهات المشرفة على المشروع على رفع وعي النساء بسبل الوقاية من العنف، كما توفر لهن تدريبات مهنية في مجالات مثل صناعة الخبز والصابون، بهدف تحسين فرص دخلهن وتعزيز استقلاليتهن الاقتصادية.وقالت ريي دوي، من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، والمشرفة على المشروع: “النساء السودانيات يمتلكن إرادة قوية ورغبة في مساعدة بعضهن البعض، رغم التحديات التي يواجهنهاوخلص التقرير، إلى أن السودان بلد يتمتع بإمكانات بشرية وزراعية واعدة، حيث تأتي هذه الجهود في وقت تواصل فيه المنظمات الإنسانية العمل على تخفيف حدة الأزمة في البلاد، لا سيما في ما يتعلق بالفئات الأكثر تأثرًا بالنزاع، وعلى رأسها النساء والأطفال.