استمرار استهداف المرافق الصحية.. مستشفى الأبيض في شمال كردفان يعلن عن توقف خدماته

أعلنت إدارة مستشفى الأبيض الدولي، التابع للجهاز الاستثماري للضمان الاجتماعي في السودان، عن خروجه الكامل عن الخدمة حتى إشعار آخر، وذلك إثر استهداف مباشر للمستشفى بطائرة مسيّرة استراتيجية، من قبل ميليشيا الدعم السريع المتمردة، في تطور خطير يُهدد البنية التحتية الصحية في مدينة الأبيض، حاضرة ولاية شمال كردفان.
الاستهداف تسبب في أضرار جسيمة طالت البنية التحتية للمبنى
وفي بيان رسمي صدر عن إدارة المستشفى، أكدت أن الاستهداف تسبب في أضرار جسيمة طالت البنية التحتية للمبنى، ما حال دون مواصلة تقديم أي خدمات طبية للمرضى أو استقبال حالات جديدة، مضيفة أن “الأوضاع الفنية والأمنية لم تعد تسمح بتشغيل المرافق في الوقت الراهن، حرصًا على سلامة المرضى والكوادر الطبية، وذلك وفقا لما أوردته صحيفة السودان نيوز.
إجازة رسمية لمدة أسبوعين في ظل الانقطاع الكامل للخدمات
وأشار البيان إلى أن جميع الموظفين والعاملين في المستشفى، بما فيهم الأطباء، الفنيون، والإداريون، قد مُنحوا إجازة رسمية لمدة أسبوعين، وذلك في ظل الانقطاع الكامل للخدمات والدمار الجزئي الذي أصاب بعض الأقسام الحيوية بالمرفق.ووفقا للتقرير يُعد مستشفى الأبيض الدولي من أهم المراكز الصحية المرجعية في الإقليم، إذ كان يستقبل يوميًا عشرات الحالات من مختلف محليات الولاية، ويُقدّم خدمات تخصصية نادرة في الجراحة والعناية المكثفة والأطفال، وتسبّب هذا الإغلاق المفاجئ في حالة من القلق في أوساط السكان المحليين، الذين يواجهون أصلًا ظروفًا صحية بالغة التعقيد في ظل الصراع المستمر. ورغم عدم تسمية الجهة المسؤولة بشكل صريح، ألمح البيان إلى أن الهجوم “جاء في سياق التصعيد المستمر الذي تشهده مناطق عديدة في البلاد، وهو تصعيد يستهدف المدنيين ومقدراتهم الأساسية، لا سيما المرافق الخدمية الحيوية”، وتداولت مصادر محلية أن الطائرة المسيّرة التي استهدفت المبنى تعود لميليشيا الدعم السريع، المتهمة بتوسيع رقعة الهجمات في ولايات متفرقة.
إدانات لاستهداف المستشفيات والمنشآت الصحية
من جهتها، أدانت أوساط طبية وحقوقية استهداف المستشفيات والمنشآت الصحية، معتبرة ذلك “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وخرقًا واضحًا لاتفاقيات جنيف التي تضمن حماية المرافق الصحية والعاملين فيها أثناء الصراع. ويأتي هذا الهجوم في وقت يُعاني فيه السودان من أزمة صحية متفاقمة بسبب الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، حيث تضررت العشرات من المستشفيات والمراكز الصحية، وانقطعت الإمدادات الطبية والدوائية في مناطق واسعة، مما زاد من معاناة السكان، خصوصًا النساء والأطفال والمرضى المزمنين.
السكان والمنظمات الإنسانية يطالبون بضرورة تحييد المنشآت الصحية عن مسارات القتال
ويطالب السكان والمنظمات الإنسانية بضرورة تحييد المنشآت الصحية عن مسارات القتال، وضمان سلامة العاملين فيها وتوفير البدائل المؤقتة لتقديم الخدمات للمحتاجين، كما دعوا المجتمع الدولي والمنظمات الأممية إلى التدخل العاجل لتوثيق مثل هذه الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.