الدعم السريع يقصف مستشفيات ومنازل في “الأبيض” والجيش يحرز تقدماً في كردفان

شهدت مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، الجمعة، تصعيدًا خطيرًا في أعمال العنف، بعد أن تعرض مستشفيان وعدد من الأحياء السكنية لقصف مدفعي كثيف نفذته ميليشيا الدعم السريع، وفق ما أفاد به مصدر عسكري وشهود عيان.وأكد المصدر العسكري لوكالة “فرانس برس” أن “ميليشيا الدعم السريع استهدفت بالمدفعية الثقيلة مناطق مأهولة بالسكان في مدينة الأبيض، وقصفت كلًا من مستشفى الضمان والسلاح الطبي”، مشيرًا إلى أن الهجمات تمت صباح الجمعة، وتسببت في حالة من الهلع والذعر بين السكان.
قصف مستشفى الضمان والسلاح الطبى
وأفاد شهود عيان كانوا في محيط مستشفى الضمان، بأنهم شاهدوا تصاعد الدخان من المبنى جراء القصف، مؤكدين أن الانفجارات وقعت في وقت الذروة الصباحية، ما يزيد من احتمالية وقوع إصابات بين المدنيين والعاملين في القطاع الصحي، ولم يتضح على الفور عدد الضحايا أو حجم الخسائر المادية، إلا أن مصادر طبية أشارت إلى أن القصف أجبر الطواقم الطبية على إخلاء المستشفيين وتوقيف العمل فيهما مؤقتًا.وحسب التقرير، يأتي هذا الهجوم في وقت أعلن فيه الجيش السوداني عن تقدمات ميدانية ملحوظة في إقليم كردفان، ما يشير إلى تحولات عسكرية جديدة في موازين القوى بين الجيش والدعم السريع.وفي هذا السياق، أعلنت ميليشيا الدعم السريع في مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور، أمس الأول الأربعاء، حالة الطوارئ والتعبئة العامة، كرد فعل على تلك التقدمات التي أحرزها الجيش السوداني في مناطق مجاورة بإقليم كردفان.من جانبها، دعت مفوضية “العون الإنساني” في جنوب كردفان المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى التدخل العاجل، لتقديم المساعدات للنازحين الذين فروا من قرى بمحافظة الريف الشرقي والقطاع الغربي لمدينة كادقلي، بعد تعرضهم لهجمات مسلحة نفذتها عناصر من قوات الدعم السريع ووحدات تابعة للحركة الشعبية، جناح عبدالعزيز الحلو.ووفق منظمات إنسانية، فإن موجات النزوح الأخيرة تشكل ضغطًا متزايدًا على المناطق الآمنة القليلة المتبقية في جنوب كردفان، وسط تدهور شديد في الأوضاع الصحية والغذائية. وأعربت هذه المنظمات عن قلقها من أن استمرار القصف على المستشفيات والمنشآت المدنية سيقوض جهود الاستجابة الإنسانية ويعرض حياة آلاف المدنيين للخطر.ومع دخول النزاع السوداني عامه الثالث، تتفاقم الأزمة الإنسانية في ظل غياب أي بوادر جادة للتسوية السياسية، واستمرار العمليات العسكرية بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من ولايات السودان، لا سيما في دارفور وكردفان.